بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
رَبِّ يَسِّرْ وَأَعِنْ هَذَا مُنْتَخَبٌ مِنْ سِيَاقِ تَارِيخِ نَيْسَابُورَ
قَالَ الإِمَامُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ الْفَارِسِيُّ: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ أَشَارَ بَعْضُ الأَعِزَّةِ مِنَ الإِخْوَانِ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الأَصْحَابِ وَالْخِلانِ مِمَّنْ وَجَبَ عَلَيَّ الإِصْغَاءُ إِلَى إِشَارَتِهِمْ وَالإِذْعَانُ لِمَا يَطْلُبُونَهُ فِي مُحَاوَرَتِهِمْ وَمُشَاوَرَتِهِمْ، أَنْ أَقْصِدَ إِلَى جَمْعِ كِتَابٍ يَشْمَلُ عَلَى ذِكْرِ الْمَشَايِخِ مِنْ عُلَمَاءِ نَيْسَابُورَ وَأَئِمَّتِهِمْ وَرُوَاةِ الْحَدِيثِ مِنْهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا بِهَا وَنَشَؤُوا فِيهَا، وَالَّذِينَ قَدِمُوهَا وَاجْتَازُوا بِهَا مِنَ الطَّارِّينَ، أَوْ سَكَنُوهَا وَحَدَّثُوا بِهَا عَلَى رَسْمِ التَّارِيخِ اقْتِفَاءً لِمَا ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيِّعُ
وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ الْحَكَمِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ الْبَيِّعُ إِمَامُ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي عَصْرِهِ وَالْعَارِفُ بِهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ، يُقَالُ لَهُ: الضَّبِّيُّ، لأَنَّ جَدَّ جَدَّتِهِ عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ، وَأُمُّ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَتُّوَيْهُ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ الزَّاهِدِ الْفَقِيهِ، فَلِذَلِكَ يُقَالُ لَهُ: الطَّهْمَانِيُّ، وَبَيْتُهُ بَيْتُ الصَّلاحِ وَالْوَرَعِ وَالثَّنَاءِ،