محمد بن الحسين بن محمد بن طلحة الرئيس أبو الحسن بن أبي علي الإسفرايني

113 - مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ الرَّئِيسُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الإسفرايِنِيُّ، مِنْ مَحَاسِنِ الْعَصْرِ أَصْلا وَفَضْلا، وَقَدْ كَانَ أَبُوهُ مِنْ مَشَايِخِ خُرَاسَانَ وَرُؤَسَائِهِمْ وَمُقَدَّمِيهِمْ أَصْلا وَثَرْوَةً وَمُرُوءَةً وَفُرُوسِيَّةً وَسِيَادَةً، وَأَبُو الْحَسَنِ حَافِدُ الْقَاضِيَ أَبِي عُمَرَ الْبَسْطَامِيِّ، مِنَ ابْنَتِهِ، ابْنُ أُخْتِ الإِمَامِ الْمُوَفَّقِ وَالسَّيِّدِ الْمُؤَيَّدِ وَهُوَ سُلالَةُ الرِّيَاسَةِ وَالإِمَامَةِ، ثُمَّ فَاقَ أَسْلافَهُ فَضْلا وَشِعْرًا فَصَارَ مِنَ الْمَشْهُورِينَ بِهِ، وَجَمَعَ دِيوَانُ شِعْرِهِ.

قَدِمَ الْبَلَدَ مِنْ نَاحِيَةِ أَسْفَرَايِنَ مِرَارًا وَسَمِعْنَا مِنْهُ، وَكَانَ يَسْلُكُ طَرِيقَ الْفِتْيَانِ غَيْرَ مُتَقَشِّفٍ وَلا مُتَكَلِّفٍ وَيَحْفَظُ الدَّوَاوِينَ وَالأَشْعَارَ وَيُحَاضِرُ بِهِ.

حَدَّثَ عَنِ: الزِّيَادِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ السَّقَّا، وَأَبِي سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيِّ، وَسَمِعَ بِجُرْجَانَ مِنْ حَمْزَةَ السَّهْمِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.

تُوُفِّيَ بِأَسْفَرَايِنَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانيِن وَأرْبَعِ مِائَةٍ، وَمِنْ أَشْعَارِهِ الْمَلِيحَةِ قَوْلُهُ فِي مَطْلَعِ قَصِيدَةٍ أَنْشَأَهَا لِنِظَامِ الْمُلْكِ فِيهِ، فَافْتَتَحَ وَقَالَ: لِيَهْنَ الْهَوَى أَنِّي خَلَعْتُ عِذَارِي وَوَدَّعْتُ مِنْ بَعْدِ الْمَشِيبِ وَقَارِي، فَقَالَ لَهُ نِظَامُ الْمُلْكِ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينِ، فَقَالَ: يَا مَوْلانَا، هَذِهِ التَّهْنِئَةُ مِنْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شِعْرِي.

سَمِعْتُ أَخَا الْوَرِيدِ يَحْكِي ذَلِكَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015