المنتحل (صفحة 196)

جارَ الزَّمانُ علينا في تصرُّفه ... وأيُّ دهرٍ على الأحرارِ لم يجُرِ

عندي من الدَّهرِ ما لو أنَّ أيسرهُ ... يُلقى على الفلكِ الدَّوَّارِ لم يدُرِ

وقال آخر:

عُدْ بنا في زماننا ... عن حديثِ المكارمِ

مَن كفى النَّاس شرَّه ... فهو في جودِ حاتمِ

وقال آخر:

نحنُ واللهِ في زمانٍ غشومٍ ... لو رأيناهُ في المنامِ فزعنا

أصبحَ النَّاسُ فيهِ من سوءِ حالٍ ... حقُّ من ماتَ منهمُ أن يُهنَّا

وقال آخر:

هذا الزَّمانُ الذي كنَّا نحذّرهُ ... ممَّا رواهُ سعيدٌ وابنَ مسعودِ

إن دامَ هذا ولمْ تحدثْ لهُ غيَرٌ ... لم يُبكَ ميتٌ ولم يُفرحْ لمولودِ

وقال آخر:

الصبرُ محمودٌ إلى غايةٍ ... فبيّن الغايةَ حتَّى متى

وقال آخر:

يرتدُّ عنهُ قريحاً من يُسالمهُ ... فكيفَ يسلمُ منهُ من يُحاربهُ

ولو أمِنتُ الذي تجنى أراقمهُ ... عليَّ هانَ الذي تجنى عقاربهُ

وقال آخر:

طوارق خطبٍ ما تغبُّ وفودها ... وأحداثُ أيامٍ تقدُّ وتُيْتمُ

فما عرَّفتني غير ما أنا عارفٌ ... ولا علَّمتني غير ما أنا عالمُ

وقال آخر:

تصفَّحتُ أحوالَ الزَّمانِ فلم يكنْ ... إلى غير شاكٍ للزَّمانِ وصولُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015