جارَ الزَّمانُ علينا في تصرُّفه ... وأيُّ دهرٍ على الأحرارِ لم يجُرِ
عندي من الدَّهرِ ما لو أنَّ أيسرهُ ... يُلقى على الفلكِ الدَّوَّارِ لم يدُرِ
وقال آخر:
عُدْ بنا في زماننا ... عن حديثِ المكارمِ
مَن كفى النَّاس شرَّه ... فهو في جودِ حاتمِ
وقال آخر:
نحنُ واللهِ في زمانٍ غشومٍ ... لو رأيناهُ في المنامِ فزعنا
أصبحَ النَّاسُ فيهِ من سوءِ حالٍ ... حقُّ من ماتَ منهمُ أن يُهنَّا
وقال آخر:
هذا الزَّمانُ الذي كنَّا نحذّرهُ ... ممَّا رواهُ سعيدٌ وابنَ مسعودِ
إن دامَ هذا ولمْ تحدثْ لهُ غيَرٌ ... لم يُبكَ ميتٌ ولم يُفرحْ لمولودِ
وقال آخر:
الصبرُ محمودٌ إلى غايةٍ ... فبيّن الغايةَ حتَّى متى
وقال آخر:
يرتدُّ عنهُ قريحاً من يُسالمهُ ... فكيفَ يسلمُ منهُ من يُحاربهُ
ولو أمِنتُ الذي تجنى أراقمهُ ... عليَّ هانَ الذي تجنى عقاربهُ
وقال آخر:
طوارق خطبٍ ما تغبُّ وفودها ... وأحداثُ أيامٍ تقدُّ وتُيْتمُ
فما عرَّفتني غير ما أنا عارفٌ ... ولا علَّمتني غير ما أنا عالمُ
وقال آخر:
تصفَّحتُ أحوالَ الزَّمانِ فلم يكنْ ... إلى غير شاكٍ للزَّمانِ وصولُ