هزير تنجلي الغمرات عنه ... نقي العرض، همته العلاء
إذا شهد الكريهة خاض فيها ... بحوراً، لا تكدرها الدلاء
جسوراً لا يورع منه روع ... ولا يثني عزيمته اتقاء
حليم في عشيرته إذا ما ... حبا الحلماء أطلقها المراء
حميد في عشيرته فقيد ... يطيب عليه في الملأ الثناء
وقال امرؤ القيس بن حجر الكندي:
تذكرت أهلي الصالحين وقد أتى ... على حمل منا الركاب فأعفرا
ولما بدت حوران والآل دونها ... نظرت، فلم تنظر بعينيك منظرا
تقطع أسباب اللبانة والهوى ... عشية جاوزنا حماة وشيزرا
عشية جاوزنا حماة وسيرنا ... أخو الجهد لا نلوي على من تعذرا
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لا حقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكاً، أو نموت فنعذرا
[هذا لفظ ما وجد في آخر الأصل] تم وكمل هذا التأليف المبارك، المسمى بالمنازل والديار، الذي هو بخط كاتبه العالم العلامة مجد الدولة الأمير أسامة، أناله الله الفوز والكرامة في دار المقامة، في جمادى الأولى لسنة ثمان وستين وخمسمائة من الهجرة المصطفوية، على مهاجرها أفضل الصلاة وأكمل التحية، وقد علقها مؤلفها لنفسه في مدينة حصن كيفا في التاريخ الأنور، حسبما بينه العلامة النحرير، المندرج إلى رحمة ربه القدير الإمام محمد أبو المعالي بن أحمد بن محمود الطالوي، الدمشقي تغمده الله برحمته، في بحبوحة جنته في أول هذا السفر الشريف عند ذكر ترجمة المؤلف رحمه الله تعالى، وأجزل عليه نعمه ووالى، ناقلاً تاريخ كتابته عن مؤلفه من آخر هذا المجلد الشريف، لكن لتقادم الأزمان ومرور الأيام والأعوام انخرم آخره، فقد نقلنا ما ذكره المرحوم الطاولي في ابتدائه إجمالاً في آخره؛ ليعلم أن هذه النسخة المباركة عمرت ليوم رقم هذه الحروف خمسمائة وإحدى وعشرين سنة، وليتحقق أن الخط يبقى زماناً بعد كاتبه، وأنه بعد الآن أيضاً يبقى ما شاء الله تعالى.
حرره العبد الفقير محمد أنور بن الموقع، غفر الله زله، وأحسن عمله، في سنة تسع وثمانين بعد الألف من الهجرة النبوية.