وهذا أول اختيار الجزء الثاني.
وقد يفعل العرب ذلك أنفا عن قول الهجاء لما فيه من سوء الأثر، وتدع جواب الهجاء تنزهاً عنه. وقال معيذ بن علقمة:
فقل لزهير إن شتمت مراتنا ... فلسنا بشتامين للمتشتم
ولكننا نأبى الظلام ونعتصي ... بكل رقيق الشفرتين مصمم
وتجهل أيدينا ويحلم رأينا ... ونشتم بالأفعال لا بالتكلم
وإن التمادي في الذي كان بيننا ... بكفيك فاستأخر له أو تقدم
وكان الأعور بن براء يهجو بني كعب بن ربيعة فأتت بنو كعب تميم بن أبي ابن مقبل، فقالوا ألا ترى ما يصنع الأعور بقومك؟.