حر الثرى مستعذب التراب

أبا عثمان إن هذه العرب في جميع الناس كمقدار القرحة في جلد الفرس، فلولا أن الله رق عليهم في حشاه لطمست هذه العجمان آثارهم، أترى الأعيار إذا رأت العتاق لا ترى لها فضلا. والله ما أمر الله نبيه بقتلهم الا لضنه بهم، ولا ترك قبول الجزية منهم تنزيها لهم.

وكان عتاب بن ورقاء الرياحي قد أولد مولدة له يقال لها ميثاء خالداً وزياداً، وكانا فارسي تميم، وخالد أشجع الناس فارساً، وأسخاهم يداً ويكنى أبا سليمان. وكان عاملا على الري لبشر بن مروان، وعلي أصبهان، فمر به طلحة الطلحات مقبلا من سجستان فأهدى إلى خالد واستهداه شهداً فحمل إليه سبعمائة ألف درهم وكتب إليه:

(إني قد حملت ما تشترى به المشهد ولو كان في بيت المال أكثر منها لبعثت به).

وكان خالد شجاعاً فكتب إليه الحجاج: (أنك هربت عن أبيك ليلة شبيب). فكتب إليه: (قد علم من رآني لم أفر، ولكنك وأباك هربتما يوم الربذة من الحتيف بن السجف، وأنتما على بعير بقتت، فلله أبوك أيكما كان ردف صاحبه؟).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015