وكان بلال ورد الشام متصدياً لولاية العراق أيام عمر عبد العزيز فلزم المسجد متكئاً

بسارية تقرب من الموضع الذي يصلي فيه عمر ولا يكاد يراه عمر إلا راكعاً أو ساجداً، فأعجب به وذكره، فقال للعلاء بن المغيرة البندار: إن يكن سر هذا الغلام كعلانيته فهو رجل أهل العراق غير مدافع فقال العلاء: أنا آتيك بخبره، فأتاه وهو يصلي فقال: اشفع صلاتك فان لي إليك حاجة. ففعل، فقال له العلاء: قد عرفت حالي عند أمير المؤمنين، فان أنا أشرت بك على ولاية العراق ما تجعل لي؟. قال: لك عمالتي سنة. وكان مبلغها عشرين ألف ألف درهم. قال: فاكتب لي بذلك. فأوفد بلال إلى منزله فأتى بدواة وصحيفة وكتب له بذلك. فأتى العلاء إلى عمر بالكتاب فلما رآه كتب إلى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وكان عامله على الكوفة: (أما بعد فإن بلال غرنا بالله فكدنا نغتر به، ثم سبرناه فوجدناه خبيثاً كله). ويروى أنه كتب إليه: (لا تستعينني على عملك بأحد من آل أبي موسى).

وقال عبد الله بن قيس الرقيات:

أبلغا جاري المهلب عني ... كل جار مفارق لا محاله

إن جاراتك اللواتي بتكر ... يت لتبدين رحلهن مقاله

لو تعلقن من زياد بن عمرو ... بحبال لما ذممن حباله

عتكي كأنه ضوء بدر ... يحمد الناس قوله وفعاله

وذلك أن عبد الملك نذر دم ابن الرقيات فهرب وصير عياله بتكريت ليخفى مكانهم. وكان المهلب على الموصل فكتب إليه عبد الملك أن أحتفظ بعيال ابن قيس فتحفظ بهم فلذلك قال ابن قيس:

ولقد غالني يزيد وكانت ... في يزيد خيانة ومغالة

غلبت أمه عليه أباه ... فهو كالكابلي أشبه خاله

وأم يزيد من كابل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015