هم الفرزدق بهجاء عبد القيس فبلغ ذلك زيادة الأعجم، وهو من عبد القيس فبعث إليه لا تعجل، وأنا أهدى إليك هدية، فانتظر الفرزدق الهدية فجاء من عنده:
وما ترك الهاجون لي أن هجوته ... مصحاً أراه في أديم الفرزدق
ولا تركوا عظماً يرى تحت لحمه ... أكاسر ما أبقوه للمتعرق
سأكسر ما أبقوا له من عظامه ... وأنكت مخ الساق منه وانتقى
فإنا وما تهدي لنا أن هجوتنا ... لكالبحر مهما تلق في البحر يغرق
هذا كقول الفرزدق:
ما ضر تغلب وائل أهجوتها ... أم بلت حيث تناطح البحران
وقال:
وهل يضر البحر أمسى زاخرا ... إن رمى فيه غلام بحجر
فلما بلغه الشعر قال: ليس لي إلى هجاء هؤلاء سبيل ما تبقى هذا العبد. وكان زياد هجاء
شديد العارضة.
المتعرق: الذي يأخذ اللحم عن العظم.
وهجا رجل من بني حرام الفرزدق فجاء به قومه إليه يقودونه. فقال الفرزدق: