فأجابته إلى التزويج.

قال الحجاج: ما حرض علي أحد أيام حرب ابن الأشعث كتحريض أبي حزابة من ربيعة بن مالك، فإنه قام بين الصفين فسل درعه ثم أحدث عليها وقال: هكذا فاصنعوا بدروعكم يا أهل العراق، فإنها لا تصلح إلا لهذا فحموا وقاتلوا قتال الأسد، وحرض أيضاً علي أبو جلدة اليشكرى، فقال:

ألا حيى من حال العدى دون أهله ... وكيف يحيى شاحط الدار نازح

جرى طائر بالبين وانشقت العصى ... وصاح ببين من خليلك صائح

لعمري لأهل الشام أطعن بالقنا ... وأحمي لما يخشى عليه الفضائح

فررنا وخلينا البلاد التي بها ... تقوم إذا متنا علينا النوائح

جزعنا فلا ماتت نفوس نحبها ... وقد نزعت منا النفوس الشحائح

هزمنا فما راجع من بعد هجرة ... إلى قينة والدين بالناس واضح

ومنا مقيم بالقرى متربص ... وآخر قد ضاقت عليه المناوح

أجبنا وما من مورد الموت مهرب ... ألا قبحت تلك النفوس الشحائح

وما كان إلا أن لقينا فهارب ... مع الريح أو ساع وآخر سابح

بخلنا بأرواح النفوس وليتها ... أتاح لها ريب المنون المتائح

وكنا نرجى الخير عند سراتنا ... فما منهم عند الملمة صالح

فقل للحوريات يبكين غيرنا ... ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015