وقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ 5 وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: 5، 6] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أضل: أي لا أحد أشد ضلالاً.
من دون الله: غير الله.
لا يستجيب له: لا يقدر على إجابته بإعطائه ما طلب منه.
وهم: أي المدعوون.
عن دعائهم: أي دعاء من دعاهم من المشركين.
غافلون: لا يشعرون بدعاء من دعاهم؛ لأنهم إما أموات أو جمادٌ أو ملائكةٌ مشغولون بما خُلقوا له.
وإذا حُشر الناس: جُمعوا يوم القيامة.
كانوا: أي الآلهة التي يدعونها من دون الله.
لهم أعداء: أي يتبرؤون ممن دعاهم ويعادونهم.
كافرين: جاحدين لعبادة من عبدهم.
المعنى الإجمالي للآيتين: أن الله تعالى حكم بأنه لا أضل ممن دعا غير الله من المخلوقين ممن لا يقدر على إجابة دعوته في الدنيا، ولا يشعر بدعاء من دعاه وإذا قامت القيامة وجُمع الناس عادى من دعاه وتبرأ منه، فليس هذا المشركُ إلا في نكد في الدارين، لا يحصل على إجابةٍ في الدنيا وتجحد عبادته في الآخرة أحوج ما يكون إليها.
مناسبة الآيتين للباب: أن فيهما الحكمَ على من دعا غيرَ الله بأنه