أحد مِمَّن علمناه إِلَّا رجلَيْنِ هما عِنْد الْأمة مخبطين عبد الله بن يزِيد وَعَبْدك الصوفيين فَإِنَّهُمَا أفسدا وحرما الْكسْب وأبت الْأمة إِلَّا خلاف مَا قَالَا
ثمَّ اخْتلف النَّاس فِي الْمِيرَاث يكون الرجل يَرث المَال وَأَبوهُ ظَالِم أَو جَائِر فِي ولَايَته أَو خالط مَاله غصب أَو مزج حَلَالا بِحرَام
فَقَالَت طَائِفَة من المتفقهة الْمِيرَاث لَهُ حَلَال والوزر على من اكْتسب المَال وَقد طَابَ هَذَا المَال لوراثه
وَقَالَت طَائِفَة يحْتَاط فِي هَذَا المَال فَإِن كَانَ يعلم أَن أَبَاهُ كَانَ لَهُ مَال قبل أَن يخالط مَاله الظُّلم أخرج مِنْهُ مَا يعلم أَنه قد زَاد فِي مَال أَبِيه
وَقَالَت طَائِفَة من الْقُرَّاء والمتصوفة انتحلت رَأْي سُفْيَان الثَّوْريّ وجعلن دينا الْخُرُوج من كُله احْتِيَاطًا لدينِهِ
وَقد روى غير وَاحِد أَن أَبَاهُ قد ظلم فَعرف أُولَئِكَ المظلومين فَأدى إِلَيْهِم مظالمهم وساعدهم على ذَلِك أهل الْفِقْه وَهُوَ قَول الْأَوْزَاعِيّ وَمَالك بن أنس وَبِه أفتى أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ وَعبد الله بن إِدْرِيس