المقفي الكبير (صفحة 986)

سافر فيمن سار يريد الشّام، فرجع عن الحوف في عسكر كبير.

[هلال رمضان: رؤية أم حساب؟ ]

وفي هذا الشهر ابتدأ بنيان القصر وبنى المصلّى الذي للعيد. وأفطر جوهر [363 ب] في عيد الفطر على عدد بغير رؤية، وصلّى صلاة العيد بالقاهرة صلّى به عليّ بن الوليد الإشبيليّ قاضي عسكره وخطب. ولم يصلّ أهل مصر وصلّوا من الغد في الجامع العتيق، وفيهم القاضي أبو طاهر، وكان قد التمس الهلال على عادته في سطح الجامع فلم يره، فلمّا بلغ ذلك جوهرا أنكره وعاتب عليه وتهدّد فيه.

وجلس للمظالم في كلّ يوم سبت، ثمّ ردّ المظالم إلى أبي عيسى مرشد (?). وصرف عليّ بن الحسين عن الشرطة، وردّها إلى شبل المعرضي وإلى ابن غزويه المغربيّ (?). وأشرك بين عليّ بن يحيى بن العرمرم وبين رجاء بن صولات في الخراج. وأشرك بين محمد بن أحمد الشذائيّ وبين موسى بن الحسين الدنهاجي في ديوان الضياع الإخشيديّة. وأشرك بين محمد بن سالم وبين أبي اليمن قزمان ابن مينا في الضياع الكافوريّة.

ووردت كتب الإخشيديّة والكافوريّة من الشام بطلب الأمان فأمّنهم ووافى منهم في ذي الحجّة ستّة آلاف، فأنزلهم جوهر خارج القاهرة.

وفي يوم الجمعة ثامن ذي القعدة [سنة 358] زيد في الخطبة: اللهمّ صلّ على النبيّ محمّد المصطفى، وعلى عليّ المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول، الذين أذهبت عنهم الرجس وطهّرتهم تطهيرا.

اللهمّ صلّ على الأئمّة الراشدين، آباء أمير المؤمنين الهادين المهديّين.

ونودي على التوابيت في الجامع العتيق برفع البراطيل (?)، وقائم الشرطتين، وكذلك نودي في سائر البلد.

وورد الخبر بقدوم الفرامطة إلى الرملة.

وقدم كتاب المعزّ لدين الله من المغرب بوصول رأس نحرير ومبشّر ويمن وبلال.

وفي ذي الحجّة فرّ فاتك الهيكليّ (?) إلى الشام.

وبلغ جوهرا أنّ المستأمنة من الإخشيديّة والكافوريّة قد عزموا على القيام. فحضر جنازة (?) في خامسه [سنة 358] وانصرف منها وهم معه، فلمّا بلغ باب القصر من القاهرة قال للإخشيديّة والكافوريّة: «انزلوا! » فنزلوا، فقبض على ثلاثة عشر من وجوههم، واعتقلهم ستّة أشهر حتى سيّرهم إلى المعزّ بالمغرب مع الهديّة.

وقبض على أموال نحرير الأزغلي وغيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015