المقفي الكبير (صفحة 942)

ونعت جرجي بالسيّد الأجلّ المرتضى عزّ الملك المظفّر فخر الجلال نظام الرئاسة زعيم الجيوش شرف الوزراء أمير الأمراء. وأوقف روجار على سير الملوك، وأمر كاتبا من كتّابه يعرف بالحنش فجمع له سيرة.

فلمّا كانت سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة عند أخذ المهديّة بلغت شوانيه مائتي شيني ومائة طريدة، غير الحمالة. فخرج جرجي في الأسطول بنفسه وفتح الجزائر التي بين المهديّة وصقلّيّة. ثمّ صار في ملكه من سواحل إفريقيّة ما بين أوّل طرابلس إلى الحمّامات بقرب تونس، وفي البرّ إلى قرب القيروان. واتّسعت دولة روجار بتدبير جرجيّ. فلمّا وقع الغلاء في المغرب مع الفتن، رحل إليه من الأمراء والقضاة والفقهاء والأدباء والشعراء عالم كبير، فأوسعهم جرجي وروجار رفدهما وأنزلاهم عندهما، فعمرت الجزيرة أحسن عمارة وقصدها السّفارة من كلّ البلاد بأنواع البضائع وطرف التجارة، إلى أن كانت سنة ستّ وأربعين وخمسمائة، مات جرجي الوزير وهو في التسعين. فأقرّ روجار ولده ميخائيل بن جرجي في الوزارة.

ثمّ مات روجار في العشر الأوّل من ذي الحجّة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.

1064 - جرجي الناصريّ [- 772] (?)

[404 أ] جرجي [ ... ]، الأمير سيف الدين، أحد المماليك [الناصريّة].

تنقّل في الخدم حتى عمل دوادارا صغيرا في أيّام الصالح إسماعيل. ثمّ عمله المظفّر حاجي

دوادارا كبيرا في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين، فقتل المظفّر في شهر رمضان منها.

وأخرج إلى دمشق أمير عشرة وعمل الأمير طشبغا دوادارا عوضه.

ثمّ أعيد إلى مصر وأنعم عليه بإمرة طبلخاناه.

ثمّ عمل أمير حاجب نائبا عوضا عن الأمير طشتمر القاسميّ. ثمّ عمل خزندارا في أيّام السلطان حسن الثانية. ثمّ استقرّ أمير أخور في أيّام الأشرف شعبان. ثمّ نقل إلى نيابة حلب.

ثمّ أعيد إلى دمشق أميرا كبيرا إلى أن مات [295 أ] في صفر سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.

1065 - جركتمر بن بهادر [- 742] (?)

[392 أ] جركتمر بن بهادر رأس نوبة، الأمير سيف الدين، ابن الأمير سيف الدين.

كان من الزام الأمير بيبرس الجاشنكير بعد قتل أبيه (?). فلمّا تسلطن وبدا الزوال على دولته أمّر من مماليكه والزامه في أوّل شهر رمضان سبعة وعشرين نفرا، منهم جركتمر هذا. وفرّ المظفّر في سادس عشره. وقدم الملك الناصر محمد بن قلاوون يوم عيد الفطر وقبض في سادس عشر شوّال على اثنين وعشرين أميرا، لم يفلت منهم إلّا جركتمر. وإنّ أخته كانت تحت ابن الأمير قراسنقر فأشار إليه قراسنقر بعينه ففهم ما أشار به ووضع يده على أنفه كأنّه رعف، وخرج من القصر. فلم يشعر به أحد. واختفى في بيت قراسنقر حتى شفع فيه فعفا السلطان عنه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015