وأقبلت مراكب إفريقيّة تريد الإسكندريّة، فبعث إلى ثمل الخادم فقدم بمراكب طرسوس فقاتل سليمان وهو على مراكب إفريقية وأسره وقتل أكثر من معه. وقدم بسليمان ومن بقي إلى تكين فقتلهم.
وقدم المظفّر مؤنس الخادم من العراق مددا إلى تكين في المحرّم سنة ثمان وثلاثمائة، فعسكر معه بالجيزة وسارا بعسكريهما يوم الخميس لثماني عشرة خلت من صفر سنة سبع وثلاثمائة وملكا الفيّوم. فمضى أبو القاسم حتى بلغ برقة، ولم يكن لقاء.
وعاد إلى الجيزة يوم السبت الرابع من ربيع الأوّل سنة تسع وثلاثمائة. فصرف مؤنس تكين عن مصر يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ربيع الأوّل بأبي قابوس محمود بن حمك ثمّ أعاده يوم الجمعة لخمس بقين من ربيع الأوّل، فأقام أربعة أيّام وصرفه عنها وأمره أن يسير إلى الشام، فخرج في أربعة آلاف من أهل الديوان، فقال ابن مهران [الوافر]:
وليت ولاية وعزلت عنها ... كما قد كنت تعزل من تولّي
رحمتك يا أبا منصور لمّا ... خرجت كذا بلا علم وطبل (?)
[326 أ] تلك الحسنيّ، الأمير سيف الدين الأرغونيّ، أحد مماليك الأمير آقوش الأفرم.
ونسب إلى الأمير أرغون الدوادار النائب.
ترقّى في الخدم حتى صار من جملة الأمراء.
وأخرج على إمرة طبلخاناه بدمشق فقدمها في آخر شعبان سنة ثمان وأربعين. وعمل حاجبا ثانيا في نيابة الأمير أيتمش سنة خمسين، إلى أن طلب في خامس عشرين شعبان سنة اثنتين وخمسين، فعمل حاجبا صغيرا بالقاهرة.
ثمّ عمل أمير أخور عوضا عن الأمير قردم (?) في أواخر شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بإقطاعه، وهو حاجب. وخرج في الخدمة السلطانيّة إلى دمشق في نوبة بيبغا أروس.
فمرض بها. وعاد فمات بغزّة في شوّال منها (?).
[326 أ] الأمير سيف الدين.