إلى بلاد العدوّ. فلمّا برزوا خارج المدينة، أمرهم بالتوجّه إلى باب الأفضل، وبعث إلى العسكر الذي خرج من القاهرة على جهة البدل وقد وصل إلى الفرما، وأخافهم من العدوّ وأنّه في انتظارهم، فخافوا من المصير إلى عسقلان، فتمكّن حينئذ وأعلن بالخلاف.
فلمّا بلغ ذلك الأفضل انزعج وهمّ بالمسير إليه بنفسه، فإنّ عسقلان كانت حينئذ كالقفل على أرض مصر، تحجز بين العدوّ وبينها.
ثمّ إنّه رأى أن الحيلة أنجع فيه، فخادعه وبعث الكتب إليه وهو يطمئنه، وغالطه في نفسه بأنّه ما برح على الطاعة، وأنّ الذي فعله في المشارف وصاحب الترتيب والبدل المسيّر هو الصواب.
ولم يغيّر رسمه في المكاتبة ولا تعرّض لإقطاعاته ولا رسومه، بل أقرّها على حالها، وعامل أصحابه وخواصّه بما جرت به عادتهم قبل عصيانه.
فانخدع وكفّ عن تسليم عسقلان إلى العدوّ بعد ما عزم على ذلك.
ودسّ الأفضل في الباطن إلى الكتاميّة (?) والرجال المذكورة (?)، وبذل لهم الأموال في أخذه، إلى أن قتلوه غيلة من غير حرب ولا تكلّف حركة. وبعثوا برأسه إلى الأفضل، فسيّر عوضه واليا على عسقلان [مؤيّد الملك] خطلخ المعروف برزّيق.
[166 أ] إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن موسى، قاضي القضاة، مجد الدين، أبو الفداء، ابن الشيخ برهان الدين أبي إسحاق، البلبيسيّ، التركمانيّ شهرة، الحنفيّ.
ولد في سنة تسع وعشرين وسبعمائة. وتفقّه بمذهب أبي حنيفة على مشايخ الحنفيّة بالقاهرة.
وسمع الحديث، وحدّث بسنن أبي داود وجامع أبي عيسى الترمذيّ، وكتاب السيرة النبويّة لابن هشام، وكتاب الدعاء للمحامليّ، وكتاب الترغيب والترهيب لأبي القاسم الأصفهانيّ، وكتاب الشفاء للقاضي عياض، وكتاب إصلاح الغلط لابن قتيبة، وسداسيّات الرازيّ، وتصدّى للسمّاع عليه مدّة (?).