وكان من أظرف الناس شكلا وأحلاهم وجها وأكثرهم نفعا للناس، لا يملّ من قضاء حوائجهم.
ووجدت له تركة جليلة، منها ألف ثوب حرير أطلس، وأربعون حياصة من ذهب، وعدّة كلفتات زركش، ونحو ثلاثين ألف دينار، وذخائر نفيسة، فشقّ ذلك على السلطان وقال: كنت أظنّه فقيرا.
فما هذا إلّا من أخذه الرشوة! .
[135 ب] أرغون شاه الإبراهيمي، الأمير سيف الدين، أحد الممالك الظاهريّة برقوق.
ولي [نيابة صفد ثم طرابلس ثم حلب ... ] (?) ومات [بحلب] في حادي عشر صفر سنة إحدى وثمانمائة.
[129 أ] أرغون، الدوادار الناصريّ، نائب السلطنة، أحد المماليك المنصوريّة قلاوون.
اشتراه صغيرا لولده الملك الناصر محمد، فربّي معه، ولازمه حتّى في توجّهه إلى الكرك.
وقدم معه، فأنعم عليه بالإمرة في شوّال سنة تسع وسبعمائة، وقدّمه إلى أن خلع عليه، وعمله نائب السلطنة بديار مصر بعد بيبرس المنصوري (?)، في
يوم الاثنين مستهلّ جمادى الأولى سنة ثنتي عشرة وسبعمائة. فسار أحسن سيرة. وحجّ في سنة خمس عشرة، وخلّص كثيرا من الناس من شدائد كان السلطان يريد أن ينزلها بهم.
وخلف السلطان في غيبته للحجّ من أوّل ذي القعدة سنة تسع عشرة إلى أن قدم في محرّم سنة عشرين.
ثمّ حجّ في سنة عشرين، ومشى من مكّة إلى عرفة، وقضى الحجّ ماشيا على قدميه بمسكنة في هيئة الفقراء. وقدم إلى القاهرة في حادي عشر المحرّم سنة إحدى وعشرين. ثمّ لمّا زوّج السلطان ابنته الكبرى من الأمير ناصر الدين أبي بكر محمد بن أرغون النائب (?)، أنعم على الأمير أرغون بمنية بني خصيب زيادة على إقطاعه. فسار إليها وأقام بها أيّاما يتصيّد بأعمالها. وخرّب بها خمس كنائس للنّصارى، ومنع أن يستخدم في ديوانه نصرانيّ، لا كاتب ولا معامل (?).
ثمّ إن السلطان بلغه أنّ مهنّا بن عيسى أمير العرب عزم على الحجّ، فأسرّ إلى أرغون أن يتوجّه للحجّ ويقبض عليه. فتجهّز لذلك، وسار، ومعه ابنه الأمير ناصر الدين محمّد بن أرغون، في يوم الخميس خامس عشرين شوّال سنة ستّ وعشرين وسبعمائة.
فوشي للسلطان بأنّه بعث إلى مهنّا يحذّره من الحجّ، فتأخّر عن السفر. فشقّ ذلك على السلطان، وعزم على القبض عليه. وأشاع أنه بلغه بأنّ الأمير جوبان حاكم دولة القان أبي سعيد بن