المقفي الكبير (صفحة 553)

حرف الألف

695 - إدريس الأوّل [- 175] (?)

[182 أ] إدريس بن عبد الله بن الحسن (?) بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم.

لحق بأرض المغرب فمات هناك. وسبب ذلك أنّ الحسين (?) بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، لمّا ظهر بالمدينة النبويّة سنة تسع وستّين ومائة، وبايعه الناس بها، كان إدريس معه، هو وأخوه يحيى. ثمّ خرج بهما معه، فيمن خرج، يريد مكّة، لستّ بقين من ذي القعدة، بعد ما أقاموا بعد البيعة بالمدينة أحد عشر يوما.

فقدموا مكّة، وبها يومئذ رجال من بني العبّاس قدموا للحجّ. وبلغ الخبر الخليفة الهادي موسى، ابن محمد المهديّ، ابن أبي جعفر المنصور.

فكتب إلى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عبّاس يولّيه الحرب. فقاتل بمن معه الحسين في يوم التروية (?). فانهزم أصحاب الحسين عنه وقتل بفخّ (?)، وقتل معه زيادة على مائة رجل من أهل بيته وغيرهم.

[قدومه إلى المغرب]:

وأفلت من المنهزمين إدريس هذا (?). فأتى

مصر، وعلى بريدها واضح مولى صالح [166 ب] ابن أبي جعفر المنصور، وكان شيعيّا. فحمله على البريد إلى أرض المغرب، فوقع بأرض طنجة بمدينة وليلي (?)، فاستجاب له من بها من البربر (?).

فضرب الهادي عنق واضح وصلبه. وقيل إنّ هارون- ابن محمّد [المهديّ]- الرشيد هو الذي قتله.

وقوي أمر إدريس حتى خطب لنفسه بالخلافة بسبتة وملك جميع المغرب الأقصى. وكان مقداما شجاعا، ذا رأي، كريما. وأعقب أولادا، منهم إدريس بن إدريس- وفيه العقب من جهة عبد الله (?) - والقاسم، ومحمّد، ويحيى، وعمر.

وخطب لهم بالخلافة في أكثر المغرب، كفاس، وتلمسان، وسبتة، وطنجة، وتاهرت، وما بينهم، حتّى ظهرت الخلافة الفاطميّة بالمغرب. فقام (?) عبيد الله المهديّ، فانقطعت دعوة الأدارسة.

وكانت وفاة إدريس سنة تسع وستّين ومائة (?)، عن ثمان وخمسين سنة. وقال ابنه إدريس، القائم من بعده بالأمر يرثيه [البسيط]:

روحي الفداء لمن جاءت منيّته ... يرمي بها بلد ناء إلى بلد

فاختلست نفسه منه مخاتلة ... حتّى تخلّى من الأموال والوالد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015