وقد أفرد جماعة من الأئمّة مناقبه بالتصنيف كالإمام أبي الحسين ابن المنادي والحافظ ابن مندة، والبيهقي، وشيخ الإسلام الأنصاري والفقيه أبي سهل ابن البنّاء شارح الخرقيّ والحافظ ابن ناصر والحافظ أبي الفرج ابن الجوزيّ وعبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي والحسن ابن محمد الخلّال وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين (?).
[96 أ] أحمد بن محمد بن سليمان بن حمائل بن
عليّ بن معلّى بن طريف بن أبي جميل دحيّة بن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، شهاب الدّين، أبو العبّاس، ابن غانم، الشافعيّ- وغانم جدّه لأمّه (?).
ولد في خامس عشرين جمادى الآخرة سنة خمسين وستّمائة بمكّة. وسمع ابن عبد الدائم، والزّين خالد، وابن البانياسيّ، وابن أبي اليسر، وجماعة.
وقرأ على ابن مالك، وعرض عليه العمدة- عمدة اللافظ- (?) ثم قرأ بعده على ولده بدر الدّين، وعلى المجد ابن ظهير الإربلّي.
وخرّج له البرزليّ مشيخة.
وحرد من أبيه بدمشق فخرج إلى مقبرة باب الصغير، فإذا طائفة من العرب مسافرون فصحبهم ومضى إلى البحرين وأرض نجد وأقام هناك مدّة بين العرب فتعلّم كلامهم وعرف لغاتهم ثمّ عاد إلى دمشق.
وبرع في اللغة والنحو، ونظم الشعر والترسّل والكتابة.
وكان نديما أخباريّا يتفاصح في كلامه وترسّله ويطيل نفسه فيما ينشئه، فإذا أنشأ أطال فكره، ونتف شعر ذقنه أو قرضه بثناياه، ويستحضر كثيرا من اللغة، ويذاكر بأكثر شعر أبي العلاء المعرّيّ لا سيّما لزوم ما لا يلزم وزهديّاته.
وكان خشن الملبس، شظف العيش، مطّرح الكلفة، يعتمّ بطول مقفّص إسكندريّ ويقصّر ثيابه وينتعل ببابوج (?) كهيئة الصوفيّة.