الإمام أحمد بن حنبل» (?): قال الإمام محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الجامع الصحيح:
سمعت بعض أصحابنا يقول: قال أحمد بن حنبل: حملت من مرو وأمّي حامل بي إلى بغداد.
وقال ولده صالح: ولد أبي في ربيع الأوّل سنة أربع وستّين ومائة.
ومات والد الإمام وهو طفل، وأصله من العرب.
قال يحيى بن معين (?): ما رأيت خيرا من أحمد: ما افتخر علينا قطّ بالعربيّة ولا ذكرها.
وقال أبو النعمان بن عارم (?): قلت له يوما:
بلغني أنّك من العرب، فقال: يا أبا النعمان، بحقّ ذلك وكيف (?) وما قال لي شيئا.
قال صالح: أراني أبي هذا النسب في كتاب، وهو: أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيّان- بياء مثنّاة تحتيّة بعد الحاء- ابن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدّ بن أدد بن العميسع بن حمل بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل، صلوات الله وسلامه عليه، فيجتمع نسبه ونسب رسول الله صلّى الله عليه وسلم في نزار.
قلت (?): أكثر الروايات أنّه من بني شيبان بن
ذهل كما ذكرنا (?)، ورجحه ابن الجوزي (?).
ووقع في بعض الروايات: ابن ذهل بن شيبان، بتقديم ذهل على شيبان. قال ابن الجوزي: وهو غلط، واستدلّ لذلك، قال: وذهل هذا هو عمّ ذهل بن شيبان، وقد غلط أقوام فجعلوه من ولد ذهل بن شيبان.
لكن قال البيهقيّ (?): ويحتمل أن يكون الصواب: ابن ذهل بن شيبان كما قال الدوري والبغوي (?)، والله أعلم.
ابتدأ في طلب العلم وعمره ستّ عشرة سنة، وسافر في طلبه إلى البلاد البعيدة.
قال عبد الرحمن بن مهديّ (?) فيه وهو صغير:
لقد كاد هذا الغلام أن يكون إماما في بطن أمّه.
وأخذ عن جماعة، منهم: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبو يوسف القاضي، ووكيع بن الجرّاح، وعبد الرزّاق بن همّام الصنعانيّ، وإسماعيل بن عليّة، وهشام بن سعيد، وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسيّ، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ويزيد بن هارون، وأبو عاصم النبيل، ويحيى بن سعيد القطّان وغيرهم.
ولقي خلقا كثيرا من الصالحين الزهّاد.