وقلّده وألبسه الخلع الخليفيّة وكتب له التقليد وركب معه وشقّ القاهرة فأنعم عليه السلطان وأمر له بكسوة ولعياله أيضا، ورسم أن يخلى له الكبش وأن يكون مقيما فيه هو وعائلته (?) وأجرى عليه الرواتب بجميع ما يحتاج إليه. ورسم أن يكون في يوم الجمعة يخطب ويؤمّ بالناس. فنزل من قلعة الجبل في موكب حفل ومعه الأمراء والحجّاب وكان يوما مشهودا اجتمع فيه لرؤية الخليفة عالم لا يقع عليه حصر وصاروا يتملّسون (?) به ويسألونه الدعاء. وعند ما استقرّ بمناظر الكبش أتاه القضاة والعلماء والمشايخ والأعيان فسلّموا عليه.
فلمّا كان يوم الجمعة [ ... ] ركب إلى القلعة وخطب على منبر الجامع خطبة بليغة وصلّى بالنّاس.
وحجّ ثانيا في سنة سبع وتسعين. ومات ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى سنة إحدى وسبعمائة، فحضر الشيخ كريم الآملي (?) شيخ خانقاه سعيد السعداء بسائر الصوفيّة وحضر القضاة
ونائب السلطان وجميع الأمراء وحملت جنازته من الكبش إلى جامع ابن طولون حتّى صلّى عليه، ثمّ مشى الأمراء بين يدي الجنازة إلى أن دفن بجوار المشهد النفيسيّ.
وخطب من بعده لابنه المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بعهده إليه.
وكانت مدّة خلافته أربعين سنة، وهو أوّل خليفة عبّاسيّ مات بمصر. وكان شجاعا له إقدام وعنده ثبات. وكان ملازما لداره وله راتب يقوم بأوده، وليس له أمر ولا نهي سوى الدعاء في الخطبة. وكان فيه عدل وحسن ديانة.
وكان قد عهد بالخلافة أوّلا إلى ابنه الأمير أبي عبد الله محمد ولقّبه المستمسك بالله وأن يكون أخوه أبو الربيع سليمان من بعده فمات المستمسك وعظم المصاب به على أبيه فعهد إلى ابنه، إبراهيم بن محمد المستمسك. فلمّا مات الحاكم بويع أبو الربيع سليمان.
[3 ب] أحمد بن الحسن بن سهل الطوسيّ، الفقيه، الشافعيّ.
تفقّه على المزنيّ، وصنّف كتاب عيون المسائل، وهو أوّل من درّس مذهب الشافعيّ ببلخ.
مات سنة خمس وثلاثمائة.
[40 ب] أحمد بن راشد بن طرخان، شهاب الدّين، الملكاويّ، الفقيه الشافعيّ.