الطربثيثيّ (?)، وعليّ بن الحسين الربعيّ، وأبا الحسن بن الطيوريّ، وجماعة. وعمل معجما لشيوخها (?).
ثمّ حجّ. وسمع في طريقه بالكوفة أبا البقاء المعمّر بن محمّد بن عليّ الحبّال، وبمكّة من الحسين بن عليّ الطبريّ، وبالمدينة من أبي الفرج القزوينيّ.
وعاد إلى بغداد فتفقّه بها، واشتغل بالعربيّة.
ثمّ ارتحل إلى البصرة سنة خمسمائة، فسمع أبا تمّام محمد بن إدريس بن خلف الفريابيّ، وأبا أحمد بن إبراهيم بن عليّ بن حسن النجيرميّ، وغيرهما.
وسمع بزنجان من أبي بكر أحمد بن محمد بن زنجويه، وبهمذان من أبي غالب أحمد بن محمّد المزكيّ، وطائفة.
وجال في الجبال ومدنها، فسمع بالريّ ودينور وقزوين وساوا ونهاوند.
وطاف بلاد أذربيجان إلى دربند، وسمع بأماكن.
وعاد إلى الجزيرة من ثغر آمد، فسمع بخلاط ونصيبين والرحبة.
وقدم دمشق سنة تسع وخمسمائة بعلم جمّ فأقام بها عامين. وسمع بها من أبي طاهر ابن الحنّائيّ، وأبي الحسن ابن الموازيني وخلق.
ثمّ [56 أ] مضى إلى صور، وركب منها البحر إلى الإسكندريّة فدخلها في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وخمسمائة، واستوطنها إلى الموت، لم
يخرج منها إلّا مرّة في سنة سبع عشرة إلى مصر، فسمع من أبي صادق المديني، والموجودين بها، وعاد. وجمع معجما ثالثا لشيوخه فيما عدا بغداد وأصبهان، وهو «معجم السفر» (?).
وسمع منه ببغداد من شيوخه ورفقائه أبو علي البردانيّ، وهزارشت بن عوض، وأبو عامر العبدريّ، وعبد الملك بن يوسف، وسعد الخير الأندلسيّ.
وروى عنه شيخه الحافظ محمد بن طاهر، وسبطه أبو القاسم عبد الرحمن بن مكّي، وبينهما في الموت مائة وأربع وأربعون سنة (?). وروى عنه أيضا علي بن إبراهيم السرقسطيّ، وأبو العزّ محمد بن عليّ الملقابادي، والطيّب بن محمد المروزيّ. وقد روى عن هؤلاء الثلاثة عنه الحافظ أبو سعد ابن السمعاني، ومات ابن السمعاني قبله بأربع عشرة سنة (?).
قال الحافظ عبد الغنيّ: سمعته يقول: أنا أذكر قتل نظام الملك في سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وكان عمري نحو عشر سنين. وقد كتبوا عنّي في أوّل سنة اثنتين وتسعين، وأنا ابن سبع عشرة سنة (?) أو أكثر، أو أقلّ، وليس في وجهي شعرة، كالبخاري- يعني: لمّا كتبوا عنه.
وروى عنه أيضا هبة الله ابن عساكر، ويحيى بن