محمد بن عيسى بن حسن بن كرّ، [شمس الدين، الحنبليّ، إمام أهل الموسيقى، وله تأليف حسن في الموسيقى] (?). بغداديّ الأصل، قدم أبوه بغداد في الجفل [ ... ] هولاكو، فرتّب له راتب، وكان في الموسيقى فردا، ونقل مذاهب القدامى وحدّد له أنغاما، وكان لا يمرّ به صوت ممّا ذكره أبو الفرج الأصفهانيّ إلّا يجرّبه ويجيده، وصنّف كتابا [سمّاه غاية المطلوب في علم الأنغام والضروب]. وله عزّة نفس وعفّة، ولم ير من بعده [ ... ].
[248 أ] محمد [بن يونس] الساوجيّ، جلال الدين، شيخ القلندريّة.
قدم دمشق، وقرأ القرآن، وسكن بجبل قاسيون. ثمّ تزهّد وأقام بمقبرة باب الصغير في قبّة زينب بنت زين العابدين. ثمّ حلق لحيته وحاجبيه ورأسه، فوافقه على ذلك طائفة واشتهر، وتبعه جماعة وحلقوا، وذلك في حدود العشرين وستّمائة. ثمّ لبس دلق شعر ومضى إلى دمياط، فأنكر حاله عليه، فزعم أتباعه أنّه رنّق بينهم ساعة
ثمّ رفع رأسه فإذا هو بشيبة كبيرة فاعتقدوه. وحلق جماعة لحاهم وصحبوه.
ورؤيت بخطّه كراريس من تفسير القرآن.
وتوفّي بدمياط سنة ثلاثين وستّمائة، وقبره بها مشهور، وله أتباع.
[251 أ] محمد (?) بن أبي بكر، أبو عبد الله، التجيبيّ، الخيّاط، الإشبيليّ، أخو أبي العبّاس أحمد الحرّار.
خرج من إشبيلية هو وأخوه أبو العبّاس، وأبو عبد الله محمّد ابن العربيّ، يريدون الحجّ، عام تسعين وخمسمائة، فجاورا بمكّة سنة. وتوجّه أبو العبّاس إلى مصر ودخل طريق الملامتيّة. وأقام محمّد خمسة أعوام ولحق بأخيه بمصر، وبه زمانة.
قال ابن العربيّ: أمّا أبو عبد الله، فرجع إلى الطريق قبل أخيه بزمان طويل، وكان له والدة، وكان برّا بها، لزم خدمتها حتّى ماتت، وغلب عليه الخوف، حتى كان إذا صلّى يسمع لقلبه في صدره دويّ على بعد. وكان سريع الدمعة