ثمّ قدم مصر بعد ما حجّ، فولّاه السلطان صلاح الدين يوسف بن [50 ب] أيّوب تدريس المدرسة السيوفيّة بالقاهرة، وهو أوّل من ولي تدريسها.
فدرّس بها مدّة، ثمّ خرج من القاهرة إلى ناحية البرلّس (?) طلبا للقوت الحلال، لما كان يؤخذ في القاهرة من المكوس. وخرج معه أبو القاسم ابن فيّرة الشاطبيّ (?). فحفظ القرآن وقرأه على الشاطبيّ بعد أن كان لا يحفظه. وفعل بالبرلّس من أعمال البرّ أشياء، فزوّج الأرامل، وربّى الأيتام، وبذل القوت للفقراء وغرس نخلا يتصدّق به عليهم، وبنى أخصاصا، وصار في طائفة من الزهّاد.
فبلغ ذلك السلطان عنه فرسم بإبطال المكوس.
وكتب إلى متولّي الإسكندريّة بالمثول بين يدي الشيخ وقراءة المنشور عليه، وأنّه إن لم يرجع إلى القاهرة، قدم السلطان إليه. فعاد إلى القاهرة ودرّس بالسيوفيّة على عادته.
وأقام بها إلى أن مات يوم السبت ثامن شهر ربيع الأوّل سنة ستّ وسبعين وخمسمائة، ودفن بسفح المقطّم.
والختني نسبة إلى ختن بضم الخاء المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق ثم نون: بلد من بلاد الترك.
محمد بن محمد بن مسكين، كمال الدين.
قدم من مكّة إلى مصر مريضا فمات بها يوم الجمعة الحادي والعشرين شعبان سنة اثنتين وسبعين وستّمائة.
محمد بن محمد بن مشرف بن بيان بن علي بن يوسف، نجم الدين، أبو بكر، ابن أبي العزّ، الأنصاريّ، المصريّ، يعرف بابن الجردان.
ولد بدمشق في حادي عشر شوّال سنة اثنتين وثلاثين وستّمائة.
ومن شعره [الرجز]:
يا حسنه من فارس مدجّج ... أذاب من سطوته الحديدا
صال على الأقران في دروعها ... فانسكبت في سوقهم قيودا
محمد بن محمد بن مطهّر بن سالم بن تميم بن الطاهر بن الحسن بن شجاع، المعروف بابن اللخية، الدمشقيّ، الحنفيّ.
عني بالرواية وسمع بدمشق من أبي طاهر الخشوعي وغيره وبمصر من أبي القاسم هبة الله البوصيريّ، وفاطمة بنت سعد الخير.
وتوفّي [سنة ثلاث وثلاثين وستّمائة] (?).