عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، المذحجيّ، النخعيّ، من سكّان الكوفة، أحد الأشراف الشجعان المذكورين، ومن كبار أمراء عليّ بن أبي طالب، وأحد أمراء مصر.
أدرك الجاهليّة، وروى عن عمر وعليّ وخالد بن الوليد وأبي ذرّ، رضي الله عنهم.
روى عنه ابنه إبراهيم بن الأشتر، وعبد الرحمن بن زيد، وعلقمة بن قيس، النخعيّون، وأبو حسّان الأعرج، وآخرون. روى له النسائيّ حديثين.
قدم من اليمن في وفد مذحج إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فجعل عمر ينظر إليه ويصرف بصره. وقال لعبد الله بن سلمة:
أمنكم هذا؟
قال: نعم.
قال: ما له، قاتله الله! كفى الله أمّة محمد شرّه! والله إنّي لأحسب للمسلمين منه يوما عصيبا.
وسار إلى الشام فيمن أمدّ بهم عمر رضي الله عنه جند الشام، فشهد اليرموك ولم يشهد القادسيّة. فخرج إليه رجل من الروم فقال: من يبارز؟
فبرز إليه الأشتر فاختلفا ضربتين، فقال للروميّ: خذها وأنا الغلام الإياديّ!
فقال الرومي: أكثر الله في قومي مثلك! أما والله لو أنّك في قومي لآزرت الروم، فأمّا الآن فلا أعينهم.
وفي يوم اليرموك شتر عينه أبو مسيكة من بني ربّيل بن عمرو بن الطمثان بن عوف بن مناة بن يقدم بن أقصى بن دعمي بن إياد بن نزار بن معدّ بن عدنان.
فلمّا فتحت دمشق سار مع من شهدها من جند العراق صحبة هاشم بن عتبة، ولحق بسعد بن أبي وقّاص. فنزل الكوفة وأقام بها إلى أن كانت خلافة عثمان بن عفّان رضي الله عنه وإمارة الوليد بن عقبة. فثار فيمن ثار عليه وكتب فيه إلى عثمان حتّى أقدمه، فقدم معه المدينة مؤلّبا عليه في جماعة، وشهد إقامة الحدّ على الوليد.
وخرج إلى الكوفة مع سعيد بن العاص، وقد وليها. فلم يزل بها حتى قدمها عبد الله بن سبإ المعروف بابن السوداء. فاجتمع إليه إلى أن أخرج سعيد ابن السوداء. وكان سعيد لا يغشاه في خلوته إلّا وجوه الناس بالكوفة، ويدخل عليه إذا جلس للناس كلّ أحد. فبينا هو ذات يوم جالس للناس إذ قال حبيش بن فلان الأسديّ: ما أجود طلحة بن عبيد الله!
فقال سعيد: إنّ من له مثل النشاستج (?) لحقيق أن يكون جوادا. والله لو أنّ لي مثله لأعاشكم الله به عيشا رغدا.
فقال عبد الرحمن بن حبيش، وهو حدث:
والله، لوددت أنّ الملطاط لك- يعني ما كان لآل كسرى على جانب الفرات الذي يلي الكوفة (?).
فقالوا له: فضّ الله فاك! والله لقد هممنا بك!
فقال حبيش: غلام، فلا تجاروه.
فقالوا: يتمنّى له من سوادنا!
[22 أ] قال: ويتمنّى لكم أضعافه.