لؤلؤ الأمينيّ، الأمير شمس الدين، أبو سعيد، الموصليّ، الأرمنيّ الجنس.
أصله من مماليك الخادم أمين الدين يمن، عتيق نور الدين أرسلان ابن عزّ الدين مسعود صاحب الموصل. ربّاه صغيرا، وذلك أنّه أخذ من إحدى قرى ميافارقين حين هجمها عسكر الموصل، فاشترته امرأة وتركته عند خيّاط ليعلّمه الخياطة. وكان حينئذ بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل عند ذاك الخيّاط، فعبر أمين الدين يمن ذات يوم فرآه عند الخيّاط، فابتاعه من المرأة، وابتاع أيضا بدر الدين لؤلؤ الذي صار صاحب الموصل.
وتنقّلت الأحوال حتى ملك بدر الدين لؤلؤ الموصل فقبض على أستاذه أمين الدين يمن واستأصل أمواله، ولم يبق له من غلمانه غير لؤلؤ صاحب الترجمة. فصار يخيط ويقوت أستاذه بأجرته، حتّى شفع الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين فيه، فقبل شفاعته في أمين الدين وأنفذه إليه بحلب بشرط أن لا يستخدمه.
وكانت له وديعة عند شهاب الدين طغريل الأتابك الظاهريّ تقارب الثلاثين ألف دينار، فأعطى منها لشمس الدين لؤلؤ عشرة آلاف دينار مكافأة على جميل فعله معه. فلزم خدمة أمين الدين حتى مات في سنة عشر وستّمائة. فاستخدم
الملك الظاهر غازي غلمانه، ومن جملتهم شمس الدين لؤلؤ فقدّمه وأهّله حتى صار من أمراء حلب. ودبّر الدولة بعد موت الملك العزيز محمد ابن الظاهر غازي، هو والأمير عزّ الدين عمر بن محلّي و [ ... ] أبو الدربوس، والقاضي الأكرم.
وصاروا يستأذنون ضيفة (?) خاتون ابنة العادل أبي بكر بن أيّوب أمّ العزيز محمد ابن الظاهر غازي وقد كفلت الملك الناصر صلاح الدينيوسف ابن العزيز محمد إلى أن ماتت في سنة أربعين وستّمائة، واستبدّ الملك الناصر يوسف بملك حلب فأمّر لؤلؤ على رتبته وزاد في رفعته إلى أن أخذ دمشق في سنة ثمان وأربعين، فأنعم عليه بعشرة آلاف دينار وبخلعة وفرس وثلاثمائة ثوب.
فردّ المال والثياب وأخذ الخلعة والفرس، وأخذ [19 ب] يحرّض الناصر على أخذ مصر من المعزّ أيبك حتّى سار وواقعه على العبّاسة (?)، فانكسر من المعزّ كما ذكر في ترجمته (?). وأسر لؤلؤ فيمن أسر، فأمر المعزّ به فضرب عنقه وأخذته السيوف حتى قطع قطعا في يوم الجمعة حادي عشر ذي