وقوله [الطويل]:
أحنّ إليكم ثم أسأل عنكم ... ومأواكم قلبي ففيم سؤالي؟
فإن قلت لم ينطق بغيركم فمي ... وإن نمت كنتم في المنام خيالي
وما أحسن قوله [الكامل]:
ومورّد الوجنات أغيد خاله ... بالحسن من فرط الملاحة عمّه
كحل الجفون وكرّ في لحظاتها ... غنجا فقلت سقى الحسام وسمّه (?)
وكان من عادته يجيء كلّ جمعة إلى تربة أبيه فيجلس قليلا، ثم إذا ذكر المؤذّنون مضى إلى تربة عمّه صلاح الدين فيصلّي الجمعة. وكان قليل التعاظم يركب في بعض الأحيان وحده ثم يلحقه بعض غلمانه سوقا وكان قليل التكلّف جدّا يركب غالبا بغير السناجق السلطانيّة. وكان يركب وعلى رأسه كلفتة صفراء بغير شاش ويمرّ بالأسواق من
غير أن يطرق بين يديه كعادة [177 - ب] الملوك، ولمّا كثر هذا منه صار من فعل أمرا بغير تكلّف يقال له: فعله بالمعظّمي.
[177 أ] عيسى بن محمد بن حبيب، أبو عبد الله، الأندلسيّ.
محدّث رحل إلى مصر وحدّث بها وبدمشق وحمص عن أبي بكر أحمد بن هارون بن هاني الاسكندرانيّ وياسين بن محمد بن عبد الرحيم البجائيّ الأنصاري وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن حمّاد زغبة وعلي بن الحسن بن عبد الوارث الصنعاني.
روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو سعيد بن يونس وأبو الحسين ابن جميع وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسيّ.