[196 أ] عمر بن محمد بن عراك، أبو حفص، الحضرميّ، المصريّ، المقرئ.
قرأ على حمدان بن عون وعبد الله بن مسكين وقسيم بن مطير، وسمع الحروف من أحمد بن محمد بن زكريا الصدفيّ، وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكّريّ. أخذ عنه الحروف أيضا وتلا على أبي غانم المظفّر بن أحمد.
قرأ عليه تاج الأئمّة أحمد بن علي بن هاشم، وأبو الفتح فارس بن أحمد وجماعة. وكان متبحّرا في قراءة ورش، وكان يقول: أنا كنت السبب في تأليف أبي جعفر ابن النحّاس (?) كتاب اللامات.
توفّي بمصر في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
[194 أ] عمر بن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمّويه بن محمد بن حمّويه، شيخ الشيوخ، عماد الدين، أبو الفتح، ابن الإمام العلّامة صدر الدين شيخ الشيوخ أبي الحسن، ابن الإمام شيخ الشيوخ عماد الدين أبي الفتوح ابن الفقيه أصيل خراسان أبي الحسن، ابن الإمام الزاهد علم الزهّاد أبي عبد الله الحمّوييّ، الجوينيّ، الشافعيّ.
ولد بدمشق يوم الاثنين سادس عشر شعبان سنة
إحدى وثمانين وخمسمائة. ونشأ بمصر، وسمع من الأثير أبي الطاهر محمد بن محمد بن بنان، وأبي الفضل محمد بن يوسف بن عليّ الغزنويّ وغيرهما، وحدّث.
وكانت أمّه قد أرضعت الملك الكامل محمد ابن العادل أبي بكر بن أيّوب فتقدّم عنده هو وإخوته فخر الدين يوسف، وكمال الدين أحمد، ومعين الدين حسن. وبعثه في الرسالة إلى بغداد وتنقّل في عدّة ولايات بمصر والشام وبلاد الشرق، وتولّى مشيخة الشيوخ بالخانقاه الصلاحيّة سعيد السعداء، وتدريس المدرسة الناصريّة بجوار الشافعيّ بقرافة مصر.
فلمّا مات الملك الكامل بدمشق قام بتحليف العسكر للملك العادل أبي بكر ابن الكامل فيمن قام من أعيان الدولة، ورتّب الأمور وأقام الملك الجواد يونس بن مودود نائبا بدمشق، وعاد بالعساكر المصريّة إلى قلعة الجبل. فقبض العادل على الأمير فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ وهمّ بالقبض على عماد الدين ونسبه إلى أنه مالأ الملك الجواد مظفّر الدين يونس بن مودود ابن العادل أبي بكر بن أيّوب نائب السلطنة بدمشق. فلمّا بلغ عماد الدين ذلك خاف أن يجري عليه ما جرى على أخيه فخر الدين، فاجتمع بالملك العادل والتزم له بإحضار الملك الجواد إلى طاعته بمصر. فمال إلى قوله وسيّره من القاهرة ليحضره من دمشق.
فسار إلى الملك الجواد وقدم عليه فأكرمه، وأخذ عماد الدين يتحدّث معه في المسير إلى مصر، فسوّف به ومطله حتى فطن بأنّه غير سائر معه. فأحضر عند ذلك الولاة والشادّين والنوّاب والدواوين بدمشق وأعمالها وقال لهم إنّ السلطان قد عزل الملك الجواد عن دمشق فلا تدفعوا إليه مالا ولا تقبلوا قوله. فعزّ ذلك على الملك