المقفي الكبير (صفحة 1787)

بسبب عزل بعض قضاة النواحي. وقد أراد عزله فلم يمكّنه النائب من عزله، فكتب إلى السلطان يذمّ النائب فكتب إلى النائب بذلك فأجاب بأنّه قاض مجنون وأحكامه فاسدة، واستشهد بعدّة من كبار الحلبيّين. فرسم السلطان بعزله وعتب ابن جماعة على تعيينه، فأثنى عليه وذكر علمه وفضله، فلم يوافق السلطان على ولايته وولّى عوضه برهان الدين إبراهيم بن خليل الرسعنيّ. وقدم البلفياتيّ دمشق فعني به قاضي القضاة تقيّ الدين السبكي حتى ولّاه الأمير تنكز المدرسة النوريّة بحمص فتعصّب عليه قاضيها فخرج إلى مصر. فولّاه ابن جماعة قضاء المنوفيّة مدّة، ثم استنابه في الحكم بالقاهرة وأجلسه بباب الفتوح منها. ثمّ رسم له في أوّل سنة تسع وأربعين بولايته قضاء حلب وكتب بتوقيعه. ثمّ انتقض ذلك وولي قضاء صفد فتوجّه إليها وقدمها في آخر صفر فأقام نحو خمسين يوما ومات في طاعون صفد لأيّام من ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

والبلفيائيّ نسبة إلى بلفيا بكسر الباء الموحّدة واللام وإسكان الفاء أخت القاف والياء آخر الحروف: بليدة بالبهنسى. وقد قال فيه التاج عبد الوهّاب ابن السبكي: جبل فقه منيع يردّ عنه الطرف وهو كليل، وفارس بحث [يناديه لسان الإنصاف: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة: 91] وطود علم [الطويل]:

رسا أصله تحت الثرى وسما به ... إلى النجم فرع لا ينال طويل (?)

مجموع لشوارد الفقه جموع وأصل موضوع متكاثر الفروع.

1561/ 17 - ابن حوائج كاش [520 - 574] (1*)

[197 أ] عمر بن محمد بن عبد الله بن الخضر بن مسافر بن رسلان بن معمر، أبو الخطّاب العليميّ، - ويعرف بابن حوائج كاش- من أهل دمشق، أحد التجّار.

سافر ما بين الشام وديار مضر وبلاد الجزيرة والعراقين وخراسان وما وراء النهر وخوارزم.

وطلب الحديث وسمع الحديث من المشايخ في كلّ بلد دخله، وكتب الأجزاء بخطّه حتى حصّل من ذلك شيئا كثيرا. فسمع بدمشق الفقيه نصر الله بن محمد بن عبد القويّ المصيصيّ، وأبا القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسيّ، وجماعة، وبمصر الشريف أبا الفتوح ناصر بن الحسن بن إسماعيل الحسنيّ، وأبا محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعديّ، وبالإسكندريّة أبا طاهر أحمد بن محمد السلفيّ، وبحلب أبا الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة العقيليّ، وبسائر البلاد خلقا كثيرا وبالغ في الطلب حتى سمع من أقرانه وأمثاله وممّن دونه. وكان يكتب خطّا حسنا، وله فهم ومعرفة. وكان صدوقا محمود السيرة مرضيّ الطريقة. حدّث ببغداد ودمشق.

سمع منه ببغداد الشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزيديّ، وصبيح البصريّ، وأبو محمد ابن الأخضر وأثنى عليه. وسمع منه أبو سعد ابن السمعانيّ بمرو وأخرج عنه في معجم شيوخه وأثنى عليه.

ومولده بدمشق سنة عشرين وخمسمائة، ووفاته بها في شوّال سنة أربع وسبعين وخمسمائة.

وكان فاضلا حسن الأخلاق طيّب المعاشرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015