(?) [2 أ] طينال، الأمير سيف الدين، أحد المماليك الأشرف خليل بن قلاوون (?).
ترقّى في الخدم إلى أن صار من جملة الأمراء.
وسار من القاهرة إلى نيابة طرابلس عوضا عن قرطاي الصلاحيّ (?) في يوم الخميس رابع جمادى الآخرة سنة ستّ وعشرين وسبعمائة. فلمّا قدمها وخرج الأمراء والعسكر والأعيان إلى لقائه على العادة، بعث إليهم أن يترجّلوا بأجمعهم عند لقائه بحيث لا يسلّم عليه أحد وهو راكب. فترجّلوا كلّهم وقبّلوا يده. فلمّا بلغ السلطان ذلك، أنكر عليه. وبعث يأمره بإكرام الأمراء والأجناد ويحذّره من شكوى الناس منه.
فبعث الأمير تنكز (?) يشكو من ترفّعه عليه.
فكتب له بالإنكار عليه، وأن لا يكاتب في سائر الأمور إلّا الأمير تنكز، ولا ترد منه بعدها مكاتبة إلى السلطان.
فحضر بعض أمراء طرابلس إلى السلطان وشكا من كبره وحمقه وطمعه. فلمّا بلغه ذلك، طلب الإذن بالحضور ليحاقق خصمه، فأذن له. وقدمفي عاشر رجب سنة تسع وعشرين [وسبعمائة]، ومعه تقادم (1*) للسلطان، وتحف للأمير قوصون (2*)، فتحاققا (3*)، وقام الأمراء معه حتى عاد إلى طرابلس في خامس عشر منه.
ثم نقل منها إلى نيابة غزّة في [ ... ] سنة ثلاث وثلاثين، إهانة له، لمجافاته الأمير تنكز نائب الشام (4*)، وترفّعه على أمراء طرابلس. ورسم له أن يكاتب الأمير تنكز بما يحتاج منه إلى المكاتبة، وأضيفت غزّة من حينئذ إلى نيابة الشام.
ثمّ أعيد إلى نيابة طرابلس في سنة خمس وثلاثين، فوطّن نفسه على طاعة تنكز، وكان يجهّز مطالعته إلى باب السلطان بغير ختم حتى يقف عليها تنكز. فمشى حاله (5*).
وعزل منها في سنة إحدى وأربعين بالأمير أرقطاي (6*)، ورسم بإقامته في دمشق على إمرتها.