محمد بن العبّاس الكنانيّ المصريّ: هو على تقدّمه في معرفة الآثار أحد من يذكر بالزهد والورع وكثرة العبادة. سمع أبا عبد الرحمن النسائيّ، وأبا خليفة القاضي، وأبا يعلى الموصليّ، وأقرانهم، بالحجاز والعراقين. توفّي بعد الخمسين وثلاثمائة بمصر.
وقال أبو ال [و] ليد سليمان بن خلف الباجي:
أبو القاسم حمزة بن محمّد: أحد الحفّاظ المتقنين.
وقال الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد: كان حافظا ثقة ثبتا.
ويحكى أنّه لمّا بلغه قدوم عساكر [416 أ] المعزّ لدين الله أبي تميم معدّ إلى الإسكندريّة، قال:
اللهمّ لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر!
فمات، ودخل عسكره بعد موته بثلاثة أيّام (?)، وذلك في يوم الأربعاء [ ... ] من ذي الحجّة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وذكر [هـ] الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي الكتّانيّ في [ ... ] (?) وقا [ل] إنّه توفّي سلخ شهر ربيع الأوّل سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
[515 أ] حمزة بن محمد بن هبة الله بن عبد المنعم، من بني جميلة، إحدى بطون هلال بن عامر بن صعصعة، الصاحب، الوزير، نجم الدين، ابن الأسفوني.
تقلّب في الخدم الديوانية بقوص من صعيد مصر، فخدم مشارفا ثمّ صاحب ديوان ثمّ ناظرا.
وبنى بها مدرسة. ثمّ ولي نظر الأعمال الإخميميّة، وتنقّل في الخدم إلى أن ولي نظر النظّار بالديار المصريّة. ثمّ فوّض إليه الملك المنصور قلاوون الوزارة في حادي عشر شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وستّمائة، فصلحت الدولة بوزارته، فإنّه كان خبيرا بأوضاع الحساب، عارفا، سيوسا.
فغصّ الأمير علم الدين سنجر الشجاعيّ- وكان مشدّا معه فلم تمتدّ له بمرافقته يد. ويقال إنّه كان أعطى عبدا له مائة دينار حتّى دسّ عليه سمّا في كعكة ليطعمها له بكرة يكون فطره عليها وأوهمه أنّها عملت للتأليف بينهما، فأطعمها ذلك العبد الجاهل سيّده فمات في يوم [ ... ] ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين وستّمائة. وتولّى دفنه الأمير عزّ الدين أيبك الأفرم. واحتاط الشجاعيّ على تركته، وأمسك العبد وقتله وأخذ ما كان بملكه فوجد الدنانير بصرّتها فأخذها.
وكان الأصفوني (?) فقيها شافعيّا كاتبا، عارفا بأمور الديوان ضابطا للأموال.
وكان يحبّ القرآن والحديث النبويّ ويكرم أهل العلم. وكتب بخطّه القرآن الكريم في