لو كان حيّا له الحجّاج ما سلمت ... كفّاه ناجية من نقش حجّاج
ويروى عن حسّان النبطيّ (?) قال: رأيت الحجّاج فيما يرى النائم، فقلت: أصلح الله الأمير، ما صنع الله بك؟
فقال: يا نبطيّ، اهدأ عليك!
فقال حسّان: «فرأيتنا لا نفلت من نقشه في الحياة ومن شتمه بعد الوفاة! »، ويروى أنّه قصّ هذه الرؤيا على ابن سيرين، فقال له: لقد رأيت الحجّاج بالصحّة.
وكان العديل بن الفرخ بن معن بن أسود بن عمرو بن بن جابر بن ثعلبة بن سنيّ بن الحارث بن ربيعة بن عجل بن لحيم العجليّ هاربا من الحجّاج، فجعل لا يحلّ ببلدة إلّا ريع لأثر يراه من آثار الحجّاج، فهرب حتّى أبعد. ففي ذلك يقول [الطويل]:
يخوّفني الحجّاج حتى كأنّما ... تحرّك عظم في الفؤاد مهيض
ودون يد الحجّاج من أن تنالني ... بساط لأيدي اليعملات عريض
مهامه أشباه كأنّ سرابها ... ملاء بأيدي الغاسلات رحيض (?)
فلم ينشب أن أتى به الحجّاج، ففي ذلك يقول العديل [الطويل]:
فلو كنت في سلمى أجأ وشعابها ... لكان لحجّاج عليّ دليل
خليل أمير المؤمنين وسيفه ... لكلّ إمام مصطفى وخليل
بنى قبّة الإسلام حتى كأنّما ... أتى الناس من بعد الضلال رسول (?)
وقال سوّار بن المضرّب، وقد هرب من الحجّاج [الطويل]:
أقاتلي الحجّاج إن لم أزر له ... دراب وأترك عند هند فؤاديا (?)
فإن كان لا يرضيك حتى تردّني ... إلى قطريّ ما إخالك راضيا
إذا جاوزت درب المجيزين ناقتي ... فباست أبي الحجّاج لمّا ثنانيا (?)
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي ... وقومي تميم والفلاة ورائيا (?)
وكان محمد بن عبد الله بن أبي نمير النميري الثقفيّ يشبّب بزينب بنت يوسف أخت الحجّاج، وفيها يقول من أبيات [الطويل]:
تضوّع مسكا بطن نعمان إذ مشت ... به زينب في نسوة عطرات
يحنين أطراف البنان من التقى ... ويخرجن شطر الليل معتجرات (?)
فطلبه الحجّاج فهرب منه، ثمّ أتى به إليه فقال [الطويل]:
[ف] هاك يدي، ضاقت بي الأرض رحبها ... وإن كنت قد طوّفت كلّ مكان (?)