خرج من الصَّحَابَة اثْنَا عشر رجلا وَأَرْبع نسْوَة سرا حَيْثُ سمعُوا من قُرَيْش مَا يكْرهُونَ ولقوا مِنْهُم شرا حَتَّى انْتَهوا إِلَى الشعيبة البحرية فوجدوا بهَا قوما ذَوي أثنية عطرية فرفقوا بهم وحملوهم وَإِلَى أَرض الْحَبَشَة فِي السَّفِينَة نقلوهم
وَخرجت قُرَيْش فِي طَلَبهمْ فَلم يصلوا من اللحاق بهم إِلَى إربهم فَلَمَّا قدمُوا إِلَى الأَرْض الْمَذْكُورَة جاوروا ملكا بهَا سيرته مشكورة وَأَقَامُوا آمِنين على أنفسهم وَدينهمْ مشتغلين بِعبَادة هاديهم ومعينهم
ثمَّ سمعُوا أَن قُريْشًا أَسْلمُوا وتأخروا عَن هوة الْهوى وأحجموا فعادوا إِلَى مَكَّة وَرَجَعُوا فَلَمَّا دخلوها وجدوا الْأَمر بِخِلَاف مَا سمعُوا فَاشْتَدَّ عَلَيْهِم الْقَوْم وقابلوهم بالتعنيف واللوم فَأذن لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْخرُوجِ فَخَرجُوا وَإِلَى عشهم الَّذِي أَتَوا مِنْهُ درجوا
وَكَانُوا ثَلَاثَة وَثَمَانِينَ من الرِّجَال وثماني عشرَة من ذَوَات الحجال أَقَامُوا عِنْد النَّجَاشِيّ حينا من الدَّهْر وَهُوَ يحسن إِلَيْهِم ويتفضل عَلَيْهِم فِي السِّرّ والجهر