(وَالْخَيْر منثال عَلَيْهِ وَكَيف لَا ... وَإِلَيْهِ قد وافى النَّبِي الْمُرْسل)
كَانَ السَّيْل يدْخل الْبَيْت فانصدع فخافوا عَلَيْهِ أَن يتهدم وَيَقَع وَأَقْبَلت فِي الْبَحْر سفينة نفر من الرّوم وَكَانَ رَأْسهمْ بِنَاء يُقَال لَهُ باقوم فدفعتها الرّيح إِلَى الشعيبة فتكسرت فَعلمت قُرَيْش إِذْ ذَاك أَن أُمُور الْبناء تيسرت فابتاعوا من خشبها مَا ارْتَفع ونفع وكلموا الرُّومِي فِي رُجُوعه مَعَهم للْبِنَاء فَرجع فَجمعُوا الْآلَات بالجرم المطهر لِذَوي الزِّيَارَة وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْقل مَعَهم الْحِجَارَة فَلَمَّا فرغوا أَجمعُوا على هدمها فهدموا وحكموا فِي هَذِه الْقَضِيَّة بِمَا ألهموا لَا بِمَا علمُوا
ثمَّ أخذُوا فِي الْعَمَل مبادرين إِلَيْهِ وميزوا الْبَيْت واقترعوا عَلَيْهِ فَوَقع لكل قَبيلَة جِدَار من أَرْبَعَة واجتهدوا فِي بِنَاء بَيت مَا أشرفه وأرفعه فَلَمَّا انْتَهوا إِلَى حَيْثُ يوضع الْحجر طلبت كل قَبيلَة الْفَوْز بِوَضْعِهِ وَالظفر
وَوَقع بَينهم الْخلاف ثمَّ رَضوا بِحكم صَاحب الْعدْل والإنصاف فَحَضَرَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحكم بَينهم بِمَا جنح كل مِنْهُم إِلَيْهِ وَسلم حملوه بأطراف رِدَاء أَلْقَاهُ