ثمَّ خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعشر خلون من شهر الصّيام عَازِمًا على الْجِهَاد فِي سَبِيل المنزه عَن السّنة والمنام واستخلف عبد الله بن أم مَكْتُوم وأبدل الْمَنْطُوق إخفاء لِلْأَمْرِ بِالْمَفْهُومِ
واستنفر أهل الْحَرْب وَالْحَرب وَاسْتظْهر بِمن حوله من قبائل الْعَرَب ثمَّ سَار فِي عشرَة آلَاف مقَاتل ليَطَأ المخادع من قُرَيْش والمخاتل حَيْثُ تعدوا رسم الْحُدُود وَنَقَضُوا مَا بَينه وَبينهمْ من العهود وسلوا سيف النكث من غمده وحاربوا خُزَاعَة الداخلين فِي عقده على أَنهم ندموا فَلم يَنْفَعهُمْ النَّدَم وَقدم أَبُو سُفْيَان لتجديد عَهدهم فَرجع قَائِلا يَا زلَّة الْقدَم
وَمضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين للصائمين رخصَة الْفطر فِي السّفر وَعلم فَلَمَّا انْتهى إِلَى قديد حقق الْوَسَائِل وَدفع الألوية والرايات إِلَى الْقَبَائِل وَاسْتمرّ حَتَّى نزل بمر الظهْرَان وَأمر الْجَيْش تِلْكَ اللَّيْلَة بإيقاد النيرَان
فَلَمَّا قَارب مَكَّة تقدمه عَمه الْعَبَّاس فلقي أَبَا سُفْيَان يتحسب أَخْبَار