بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَعقد لَهُ لِوَاء يَعْلُو على النُّجُوم الزاهرة وجهزه فِي ثَلَاثمِائَة من سراة الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار فَمضى إِلَى ذَات السلَاسِل يسري اللَّيْل ويكمن النَّهَار
فَلَمَّا قرب من الْقَوْم وَسمع بِجَمْعِهِمْ الوافر سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يمده بفرقة من العساكر فَأَجَابَهُ إِلَى سُؤَاله عِنْد وُرُود الْخَبَر وأمده بِأبي عُبَيْدَة بن الْجراح فِي مِائَتَيْنِ مِنْهُم أَبُو بكر وَعمر
فَاجْتمعُوا على الرَّأْي السديد وَسَارُوا يرهبون الْعَدو باللباس الشَّديد حَتَّى وطأوا أَرض بني عدوة وَغَيرهمَا من تِلْكَ الْبِلَاد وقهروا من بِنَاحِيَة وَادي الْقرى من أهل الشّرك والعناد ثمَّ قَفَلُوا إِلَى الْمَدِينَة سَالِمين وَرَجَعُوا قائلين إِن الْحَمد لله رب الْعَالمين
(أَلا قدس الرَّحْمَن سر سَرِيَّة ... سوابحهم عامت بِذَات السلَاسِل)
(ميامين كم فلوا خميسا وَكم حموا ... طرافا بأطراف القنا والمناصل)