يطيب خبر كل مِنْهُم وَخَبره وَأمرهمْ بِالْمَسِيرِ إِلَى ذَات أطلاح يعْرفُونَ أَهلهَا الطَّرِيق المرشد إِلَى الصّلاح
فَسَارُوا حَتَّى انْتَهوا إِلَيْهَا حسب الْأَمر فوجدوا بهَا جمعا يطأون من غيهم على الْجَمْر فدعوهم إِلَى الْإِسْلَام فَأَبَوا وانتقلوا من الْمقَال إِلَى الْقِتَال وَصبُّوا فبرز الْمُسلمُونَ وحملوا وبالغوا فِي قِتَالهمْ حَتَّى قتلوا وَلم يسلم غير وَاحِد ألصقه الْجرْح بالبري ثمَّ تحامل رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة مخبرا بِمَا جرى
(لله كَعْب وَمن أم العدى مَعَه ... يجنون طلح الردى فِي ذَات أطلاح)
(حازوا الشَّهَادَة وانصاعوا إِلَى نزل ... فِي جنَّة الْخلد ذِي روح وَذي رَاح)
بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جُمَادَى الأولى وَعقد لَهُ لِوَاء كم بلغ فِي الدَّاريْنِ سولا وعضده بِجَعْفَر بن أبي طَالب وَعبد الله بن رَوَاحَة وجهز مَعَه ثَلَاثَة آلَاف من الْمُسلمين الَّذين يشْكر الدّين لكل مِنْهُم غدوه ورواحه وَأمرهمْ