جمعا يَسِيرُونَ من ظلم السيارة فِي ظلام فَلَمَّا دنوا مِنْهَا لم يَجدوا غير الرعاء والماشية فَأَصَابُوا مِنْهَا وَسمع بهم أَهلهَا فَتَفَرَّقُوا فِي الْبَادِيَة وَأَقَامُوا بهَا عدَّة أَيَّام ثمَّ رجعُوا مغمورين بِالْفَضْلِ والإنعام
(يَا دومة الجندل بِالشَّام ... )
(بِشِرَاك بالإقبال والإنعام ... )
(وافى إِلَيْك صَاحب الْأَعْلَام ... )
(مُحَمَّد حامي حمى الْإِسْلَام ... ) صلى عَلَيْهِ الله ذَوا الْإِكْرَام
(مَا لَاحَ زهر الرَّوْض فِي الأكمام ... )
ثمَّ خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لليلتين خلتا من شعْبَان وَمَعَهُ جَيش يضيء الْآفَاق بنجومه الْأَبْطَال والفرسان وَصَحب عَائِشَة وَأم سَلمَة زوجتيه وَترك زيد بن حَارِثَة بِالْمَدِينَةِ مُسْندًا أمرهَا إِلَيْهِ وَذهب إِلَى جِهَة بني المصطلق وبروق على ألويته تخفق وتأتلق حَيْثُ سمع بِجَمْعِهِمْ الأيك أَبى الْفِرَار وتحريض قائدهم الْحَارِث بن أبي ضرار
فَلَمَّا بَلغهُمْ مسيره مزج أَمرهم واضطرب وتفرق عَنْهُم من كَانَ مَعَهم من