النضرة وهى أيضا على أربع طبقات كما رسم. والخميلة الثانية المتنفسة التى هى على التوسط مؤسسة وهى أيضا على أربع طبقات. والخميلة الثالثة فى الحكايات الممتعة التى تكون قوة الحفظ فيها متسعة، وهى أيضا على أربع طبقات. والفصل الرابع فى أزاهر الأوزان المولدة التى تحكى رونق الخدود الموردة، وهو مشتمل على ثلاث خمائل أبهج من جلوة العرائس فى مذهبات الغلائل. فالخميلة الأولى فى الدوبيتيّات والمربعات والمخمسات.
والخميلة الثانية فى كان وكان ومواليا، والخميلة الثالثة فى الموشحات والأزجال.
واقتضى اختصار هذا الكتاب وترتيبه ألا يذكر عند كل زهرة من أين اقتطفت لأن ذلك يطول، وعن الغرض يحول، وله مكان مخصوص به من كتاب «العنوان» فى تسمية من لقيته من الأعلام، وطالعته من الكتاب، وما دخلته من البلدان إلا فى النادر. كما أنّى حذفت ما يقع على الأشعار المرقصة والمطربة والمقبولة من الكلام، إذ لذلك كتاب مفرد سميته «كتاب الماشطة» التى تجلى بها عرائس الأشعار فى منصة المفاخر، وتحلى بتزيينها فى الأسماع والخواطر.
ولما كمل هذا المجموع كمال البدر فى إشراقه، واهتز اهتزاز الغصن فى أوراقه، وكان اخراجه للوجود سميته «المقتطف من أزاهر الطرف» وبالله الإعانة والتوفيق والهداية إلى سواء الطريق.