المقتضب (صفحة 617)

وَكَذَلِكَ بَلغنِي أَنَّك منطلق لَا يجوز أَن تدخل اللَّام فَتَقول بَلغنِي أَنَّك لمنطلق لِأَن إِن وصلتها الْفَاعِل وَاللَّام تقطع مَا بعْدهَا فَلَو جَازَ هَذَا لَقلت بَلغنِي لذاك فَهَذَا وَاضح بَين جدا فَأَما قَوْله عز وَجل {وَمَا أرسلنَا قبلك من الْمُرْسلين إِلَّا إِنَّهُم ليأكلون الطَّعَام} فَمَعْنَاه إِلَّا وَهَذَا شَأْنهمْ وَهُوَ وَالله اعْلَم جَوَاب لقَولهم {مَا لهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام وَيَمْشي فِي الْأَسْوَاق} وَأما قَوْله عز وَجل {وَمَا مَنعهم أَن تقبل مِنْهُم نفقاتهم إِلَّا أَنهم كفرُوا} ف {إِنَّهُم} وصلتها فِي مَوضِع الْفَاعِل وَالتَّقْدِير وَالله اعْلَم وَمَا مَنعهم إِلَّا كفرهم وَنَظِير تَفْسِير الأول قَول الشَّاعِر

(وَما أعطَياني وَلَا سألْتُهُما ... إلاّ وإنَّي لحاجِزي كَرمي)

يَقُول إِلَّا وَهَذِه حَالي فعلى هَذَا وَضعه سِيبَوَيْهٍ وَغَيره ينشد

(أَلا وَإِنِّي لَحاجزي كرمي ... )

فَهَذِهِ الرِّوَايَة خَارِجَة من ذَلِك التَّفْسِير وَمَعْنَاهُ أَن أَلا تَنْبِيه وَأَرَادَ أَنا حاجزي كرمي من أَن أسأَل أَو قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015