المقتضب (صفحة 616)

أَلا ترى أَنَّك إِذا فصلت بَين إنّ وَبَين اسْمهَا بِشَيْء جَازَ إِدْخَال اللَّام فَقلت إِن فِي الدَّار لزيدا وَإِن من الْقَوْم لأخاك فَهَذَا يبين لَك مَا ذكرت وَذَلِكَ قَوْلك أشهد أَن زيدا منطلق وَاعْلَم أَن زيدا خير مِنْك فَإِذا أدخلت اللَّام قلت أشهد أَن زيدا لخير مِنْك وَاعْلَم أَن زيدا لمنطلق قَالَ الله عز وَجل {وَالله يعلم إِنَّك لرَسُوله وَالله يشْهد إِن الْمُنَافِقين لَكَاذِبُونَ} فلولا اللَّام لم يكن إِلَّا أَن كَمَا تَقول اعْلَم زيدا خيرا مِنْك فَإِذا أدخلت اللَّام قلت اعْلَم لزيد خير مِنْك \ وَقَالَ {أَفلا يعلم إِذا بعثر مَا فِي الْقُبُور وَحصل مَا فِي الصُّدُور إِن رَبهم بهم يَوْمئِذٍ لخبير} فَهَذَا مجَاز اللَّام وَلَو قَالَ قَائِل أشهد بأنك منطلق لم يكن إِلَّا الْفَتْح لِأَنَّهَا اسْم مخفوض وعبرتها أبدا بِذَاكَ فَيكون ذَاك فِي أَنَّهَا اسْم تَامّ فِي مَوضِع أَن وصلتها فَإِذا قلت علمت أَن زيدا منطلق فَهُوَ كَقَوْلِك علمت ذَاك وَإِذا قلت بَلغنِي أَن زيدا منطلق فَهُوَ فِي مَوضِع بَلغنِي ذَاك وَإِذا قلت أشهد بأنك منطلق فَمَعْنَاه أشهد بِذَاكَ فَإِن قَالَ قَائِل فَكيف أَقُول أشهد بأنك منطلق قيل لَهُ هَذَا محَال كسرت أَو فتحت لِأَن حد الْكَلَام التَّقْدِيم فَلَو أدخلت حرف الْخَفْض على اللَّام كَانَ محالا لِأَن عوامل الْأَسْمَاء لَا تدخل على غَيرهَا لَو قلت هَذَا لَقلت أشهد بلذاك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015