فَأَما (سحر) فَإِنَّهُ معدول - إِذا أردْت بِهِ يَوْمك - عَن الْألف وَاللَّام؛ فَإِن أردْت سحرًا من الأسحار صرفته لِأَنَّهُ [غير] معدول أَلا ترى أَنَّك تَقول: جاءنى زيد لَيْلَة سحرًا، وَقمت مرّة سحرًا، وكل سحر طيب، فَهَذَا منصرف / فَتَقول إِذا أردْت تَعْرِيفه: هَذَا السحر خير لَك من أول اللَّيْل، وجئتك فى أَعلَى السحر وعَلى هَذَا قَوْله عز وَجل: {إِلَّا آل لوط نجيناهم بِسحر} فَأَما فى يَوْمك فَإِنَّهُ غلب عَلَيْهِ التَّعْرِيف بِغَيْر إِضَافَة؛ كَمَا غلب ابْن الزبير على وَاحِد من بنيه، وكما غلب الْوَصْف فى قَوْلك: النَّابِغَة فَصَارَ كالاسم اللَّازِم، فَلَمَّا كَانَ ذَلِك امْتنع من الصّرْف كَمَا امْتنع أخر فَقلت سير عَلَيْهِ سحر يَا فَتى وَلم يكن مُتَمَكنًا فترفعه، وتجربه مجْرى الْأَسْمَاء؛ كَمَا تَقول: سير عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة وسير عَلَيْهِ يَوْمَانِ فَامْتنعَ من التَّصَرُّف؛ كَمَا امْتنع من الصّرْف فَإِن عنيت الذى هُوَ نكرَة صرفته وصرفته وَإِن صغرت هَذَا الذى هُوَ معرفَة صرفته؛ لِأَن فعيلا لَا يكون معدولا، وَصَارَ كتصغير عمر؛ لِأَنَّهُ قد خرج من بَاب الْعدْل، وَلَكِنَّك لَا تصرفه فى الرّفْع، فَتَقول: سير عَلَيْهِ سحير يَا فَتى إِذا عنيت الْمعرفَة وَلم ينْصَرف إِذا كَانَ مكبرا معدولا