قاسم بن هلال بن فرقد بن عمران القيسي، يكنى أبا محمد، قرطبي تفقه على زياد بن عبد الرحمن، ورحل، فسمع من ابن القاسم وابن وهب وغير واحد من المصريين والمدنيين من أصحاب مالك، وكان عالماً بالمسائل، ولم يكن له علم بالحديث، وكان رجلاً معقلاً وقوراً، حدث عنه بنوه وغيرهم.
علي بن نافع الملقب بزرياب، مولى المهدي العباسي، في ربيع الأول من سنة ثمان وثلاثين ومائتين، هلك قبل وفاة الأمير عبد الرحمن بأربعين يوماً.
وفيها مات هارون بن سالم، يكنى أبا عمر، قرطبي قديم، سمع من عيسى بن دينار ويحيى بن يحيى، ورحل إلى المشرق، فلقي أشهب بن عبد العزيز وروى عنه، وسمع من أصبغ بن الفرج، وعلي بن معبد، وسحنون، وغيرهم. وكان منقطع القرين في الفضل والزهد والعلم، وكان يقال فيه إنه مجاب الدعوة. وكان يحفظ المسائل حفظاً حسناً، إلا أن العبادة كانت أغلب عليه، وقد كانت تعرف كرامته وإجابته في غير ما شيء ومات على ذلك حدثاً في الأربعين من عمره، وكانت كتبه موقفة عند أحمد بن خالد وكانت بينه وبينه قرابة من طريق أمه، وتوفي فيما ذكره أحمد سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وفيها مات الأمير عبد الرحمن بن الحكم ليلة الخميس لثلاث بقين من ربيع الآخر منها وقد تقدم ذكر ذلك في مكانه.