مات ابن رستم، فاتصلت الحجابة لعيسى بن شهيد بقية أيام الأمير عبد الرحمن. فلما ولى ابنه الأمير محمد أقر ابن شهيد خمسة أعوام إلى أن توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
قال أحمد بن محمد: كان وزراء الأمير عبد الرحمن: العباس بن عبد الله القرشي؛ الوليد بن عبد الله القرشي، عبيد الله بن يحيى بن خالد، عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث الحاجب القائد الكاتب؛ عبد الرؤوف بن عبد السلام؛ عيسى بن شهيد الحاجب؛ عبد الرحمن ابن رستم الحاجب؛ محمد بن السليم؛ وكانت له مع الوزارة خطط يرتزق عليها في كل شهر ثلاثمائة دينار؛ محمد بن عبد السلام بن بسيل، وكانت تلك سبيله؛ عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني، وكانت أرزاقه تنتهي إلى العدد المذكرو؛ عبد العزيز ابن هشام بن خالد، وكانت أرزاقه أيضاً عظيمة؛ عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن غانم، محمد بن كليب بن ثعلبة، وكان قبل وزارته على الشرطة؛ يوسف ابن بخت؛ عبد الله بن أمية بن يزيد؛ حسن بن عبد الغافر بن أبي عبدة.
قال ابن القوطية: والأمير عبد الرحمن أول من ألزم هؤلاء الوزراء الاختلاف إلى القصر كل يوم، والتكلم معهم في الرأي، والمشورة لهم في النوازل، وأفردهم ببيت رفيع داخل قصره مخصوص بهم يقصدون إليه ويجلسون فيه فوق أرائك قد نضدت لهم، يستدعيهم إذا شاء إلى مجلسه جماعة وأشتاتاً، يخوض معهم فيما يطالع به من أمور مملكته، ويفحص معهم الرأي فيما يبرمه من أحكامه. وإذا قعدوا في بيتهم أخرج رقاعه ورسائله إليهم بأمره ونهيه فينظرون فيما يصدر إليهم من عزائمه. جرى على ذلك من تلاهم إلى اليوم.