قال الرازي: ألفى الأمير عبد الرحمن على حجابة والده الأمير الحكم عبد الكريم بن عبد الواحد ابن مغيث أكمل من حمل هذا الاسم وأجمعهم لكل جمله حسنة، فأقره عليها إلى أن توفي عبد الكريم حميداً فقيداً، فولى بعده حجابته
سفيان بن عبد ربه، وبعد سفيان
عيسى بن شهيد، ثم عزله بعبد الرحمن بن رستم، ثم عزل عبد الرحمن بن رستم، فأعاد عيسى بن شهيد إلى حجابته، فتولاها له إلى أن هلك عبد الرحمن لسبيله.
سفيان بن عبد ربه
وافق الرازي فيما ذكره من أسماء هؤلاء الحجاب الحسن بن محمد بن مفرج في كتابه، وذكر سفيان بن عبد ربه فقال: كان من أكابر رجال أهل الخدمة الكفاة المستقلين بأعبائها ممن جمع إلى الغناء والكفاية العفة والأمانة، قد تولى خدمة الخزانة الكبرى أيام الأمير الحكم، وهو أول من استخزن بالأندلس، وحمل هذا الاسم الذي اعتور من علم عمله إلى اليوم، شركه في ذلك مرتيل المعروف بابن عفان جد هؤلاء الباقين اليوم إلى جانب باب القصر الأكبر المدعو باب السدة ولم يزل يتنقل في مراتب الخدمة إلى أن نال الحجابة ومن ولده الأديب أبو الأسود، وكان ذا وجاهة عند الناس، حدثاً مؤنس الجليس ممتعاً، توفي في أيام الخليفة الناصر لدين الله رحمه الله تعالى.