جعد1 الأطراف، قصير الأصابع وهو في ذلك يدعي البساطة والرشاقة، وأنه عتيق2 الوجه أخمص3 البطن، معتدل القامة، تام العظم، وكان طويل الظهر، قصير عظم الفخذ، وهو مع قصر عظم ساقه يدعي أنه طويل الباد4، رفيع العماد، عادي القامة، عظيم الهامة، قد أعطي البسطة في الجسم والسعة في العلم، وكان كبير السن متقادم البلاد، وهو يدعي أنه معتدل الشباب، حديث الميلاد، وكان ادعاؤه لأصناف العلم على قدر جهله بها.

وتكلفه للإبانة عنها على قدر رغبته فيها. وكان كثير الاعتراض، لهجا5 بالمراء، شديد الخلاف، كلفا بالمجاذبته متتابعا في العنود، مؤثر للمقالبة، مع إظلال الحجة، والجهل بموضع الشبهة. والخطرفة عند قصر الزاد، أو العجز عند التوقف، والمحاكمة مع الجهل بثمرة المراء، ومغية فساد القلوب ونكد الخلاف، وما في الخوض من اللغو الداعي إلى السهود، وما في المعاندة من الإثم الداعي إلى النار، وما في المجاذبة من النكد، وما في الغلية من فقدان الصواب.

وكان قليل السماع غمرا6 وصحفيا غفلا7، لا ينطق عن فكر وثيق بأول خاطر، ولا يفصل بين اعتزام الغمر واستبصار المحق، يعد أسماء الكتب ولا يفهم معانيها، ويحسد العلماء من غير أن يتعلق منهم بسبب، وليس في يده من جميل الآداب إلا الانتحال لاسم الأدب، أطال الله بقاءك وأتم نعمته عليك وكرامته لك، قد علمت حفظك الله أنك لا تحسد على شيء حسدك على حسن القامة، وضخم الهامة، وعلى حور العين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015