22 - لا يَنْقَضِي العُشرُ بَسْطًا مِنْ أكُفِّهمُ ... سيَّانِ ذلكَ إنْ أَثَرَوْا وإنْ عَدِمُوا
23 - مقَدَّمُ بَعْدَ ذِكرِ الله ذِكرِهُمُ ... فيِ كُلِّ بَدْءٍ ومَخْتُومٌ به الكَلمُ
24 - يأبى لَهُمْ أَنْ يَحِلّ الذَّمُّ سَاحتَهُمُ ... خَيْمٌ كَرِيمٌ وَأَيْدٍ بالنَّدَى هُضُمُ (?)
25 - أَيُّ الخَلَائِقِ لَيسَت في رِقَابهمُ ... لأَوَّليَّةِ هَذَا أَوْ لَهُ نِعَمُ
26 - مَنْ يَعْرِفْ اللهَ يَعْرِف أَوَّليَّةَ ذَا ... والدينُ منْ بَيتِ هَذَا نَالهُ الأُمَمُ (?)
ويحكى أن هشام بن عبد الملك لما حج في أيام أبيه فطاف وجهد أن يصل إلى الحجر ليستلمه، فلم يقدر عليه لكثرة الزحام فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين -رضي الله تعالى عنه- وقد كان من أحسن الناس وجهًا وأطيبهم أرجًا فطاف بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس حتى استلم، فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشام، وكان الفرزدق حاضرًا، فقال: أنا أعرفه، فقال الشامي: من هذا الذي يا أبا فراس؟ فقال:
هَذَا الذِي تَعْرِفُ البطْحَاءُ وَطأتَهُ ... ................................
إلى آخر القصيدة، فلما سمع هشام هذه القصيدة غضب على الفرزدق وحبسه وأنفذ له زين العابدين اثني عشر ألف درهم فردها، وقال مدحته لله تعالى لا للعطاء، فقال: إنا أهل البيت إذا وهبنا شيئًا لا نستعيده فقبلها، هذا الذي ذكره أهل التاريخ، ورأيت في كتاب أولاد السراري تأليف المبرد ونسب بعض هذه الأبيات إلى أبي دهبل (?) حيث قال: ومما نمي إلينا عنه، أي عن زين العابدين أنه مرَّ بمساكين جلوس في الشمس يأكلون على مسح فسلم عليهم فردوا عليه وقالوا: هلم يا ابن بنت رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] (?)، ونزل وقال: إن الله لا يحب المتكبرين فأصاب معهم ثم قال: قد دعوتم فأجبنا، ونحن ندعوكم فمضوا معه إلى منزله، فأطعمهم طعامه، وقسّم بينهم كل ما كان عنده، وفيه يقول أبو دهبل فيما روي هذه الأبيات: