وَلَوْ أن مَجْدًا أخلدَ الدهرَ واحدًا ... من النِّاسِ أبقَى مجدُهُ الدَّهرَ مُطْعِمَا
أقول: قائله هو حسان بن ثابت الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- شاعر النبي - صلى الله عليه وسلم - يمدح به مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي، وكان من السادات، ولم يسلم، وكانت وفاته قبل بدر بسبعة أشهر.
وهو والد جبير بن مطعم صحابي جليل أسلم بعد الحديبية وقبل الفتح، وقيل: أسلم في الفتح، وجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلمه في أسرى بدر، فقال: لو كان الشيخ أبوك حيًّا فأتانا فيهم شفيعًا لشفعناه، وكان له عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يد، وهو أنه كان أجار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم من الطائف حين دعا ثقيفًا إلى الإسلام، وكان أحد الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وبني عبد المطلب.
وهو من الطويل.
قوله: "مجدًا، وهو الشرف والكرم، يقال: رجل مجيد؛ أي: شريف، قوله: "أخلد": من الإخلاد وهو الإبقاء، قوله: "مطعمًا" بضم الميم، وهو مطعم بن عدي والد جبير الصحابي كما ذكرناه.
الإعراب:
قوله: "ولو" لامتناع الثاني لامتناع الأول؛ كما تقول: لو جئتني لأكرمتك؛ فإن الإكرام منتفٍ لامتناع المجيء، و "أن": حرف من الحروف المشبهة بالفعل تنصب وترفع الجزأين.