فقال ابن الباذش (?): اختلفوا هل يقال: سوداء القلب مكبرًا أو لا يقال ذلك إلا بالتصغير؟ فذكر أبو علي القالي أن صاحب العين أنكر ذلك، وقال: إنما يقال: سواد قلبه مكبرًا مذكرًا، وسويداء قلبه مصغرًا مؤنثًا، وأما سوداء قلبه بالتأنيث والتكبير فلا، وأجازه بعضهم واستدل بالبيت المذكور.

ولا حجة فيه لاحتمال أن تكون سوداء فيه علمًا للمرأة كما ذكرنا، وأضيفت إلى القلوب أو أنها صفة لها على أنها قاسية القلب.

فإن قلتَ: على هذا كيف جمع القلب؟

قلتُ: أراد القلب بما حوله.

الإعراب:

قوله: "وخبرت": على صيغة المجهول تستدعي ثلاثة مفاعيل؛ لأنه بمعنى نبئت: الأول: التاء، والثاني: سوداء الغميم، والثالث: مريضة، قوله: "فأقبلت": عطف على قوله: "وخبرت"، وقوله: "من أهلي": يتعلق به، قوله: "بمصر"؛ صفة لقوله: "أهلي"، والتقدير: من أهلي الكائنين بمصر أو المقيمين بمصر، قوله: "أعودها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وقعت حالًا من الضمير الذي في "أقبلت" وهو من الأحوال المقدرة، أي (?): أقبلت مقدرًا عيادتها.

الاستشهاد فيه:

على أن: "خبرت" بمعنى نبئت، وأنه يقتضي ثلاثة مفاعيل كما ذكرنا (?).

الشاهد الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة (?)، (?)

وَمَا عَلَيكِ إِذَا أُخْبِرتِنِي دَنِفًا ... وَغَابَ بَعلُكِ يَوْمًا أَنْ تَعُودِيني

أقول: قائله هو رجل من بني كتاب، وذكر في الحماسة بعده بيتًا آخر، وهو قوله (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015