فإن قلتَ: [ما السفاهة] (?) حتى قال: والسفاهة كاسمها؟
قلتُ: قوله: "والسفاهة" أراد ما سمي سفاهة؛ أي: المسمى بهذا الاسم قبيح؛ كما أن الاسم الذي هو السفه قبيح وإنما قال هذا؛ لأن السفه كما ينكر فعله كذلك يكره اسمه، قوله: "غرائب الأشعار": كلام إضافي مفعول لقوله: "يهدي".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "نبئت" حيث نصب ثلاثة مفاعيل؛ لأنه تضمن معنى: أرى المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل وعمل عمله (?).
وَأُنْبِئْتُ قَيسًا ولَم أَبْلُهُ ... كَمَا زَعَمُوا خَيرَ أهْلِ اليَمَنِ
أقول: قائله هو الأعشى ميمون بن قيس، وهو من قصيدة طويلة يمدح بها قيس بن معد يكرب الكندي، قال أبو عبيدة: وهي أول كلمة مدحه بها، وأولها هو قوله:
1 - لَعَمْرُكَ مَا طُولُ هذَا الزَّمَنْ ... علَى المرءِ إلا عَنَاءٌ معَنْ
2 - يَظَل رَجِيمًا لِرَيبِ المنُونِ ... ولِلْهَمِّ فيِ أهْلِهِ وَالحزَنْ
3 - وهَالكِ أهْلٍ يُجِنونَهُ ... كآخَرَ فيِ قَفْرَة لم يُجَنْ
4 - وما إنْ أرَى الدَّهْرَ فيِ صَرفِهِ ... يُغادِرُ مِنْ شارخٍ أو يَفَنْ
إلى أن قال:
5 - فهَذَا الثَّنَاءُ وإني امْرُؤٌ ... إِليكَ بِعَمْدٍ قَطَعْتُ القَرَنْ
6 - وكُنتُ امرأً زَمَنًا بالعِرَاقِ ... عفِيفَ المناخِ طَويلَ اليقن