رائية، وأولها هو قوله (?):
1 - قَضَى اللهُ خَلْقَ النَّاسِ ثُم خُلِقْتُم ... بَقِيَّةَ خَلْق الله آخِرَ آخِرِ
2 - فلمْ تَسمَعُوا إلا بِمَنْ كانَ قبلكُم ... ولم تُدْرِكُوا إلا مِدَقَّ الحَوَافِرِ
3 - ومن أنتم ................. ... ........................ إلى آخره
4 - وأنتُمْ أُولَى جِئتُمْ مَعَ البقْلِ والدُّبَى ... فَطَارَ وهذَا شَخْصُكُمْ غَيرُ طَائرِ
وهي من الطويل.
2 - قوله: "إلا مدق الحوافر" المدق: موضع وقع الحوافر، يقول: سمعتم بمن كان قبلكم ولم تدركوهم لحداثة ولادتكم؛ أي: ليس لكم قدم ولم تكونوا إلا أذلة يطؤكم كل حافر.
3 - قوله: "الأعاصر": جمع إعصار، وأصله: الأعاصير ولكنه خفف، والإعصار: ريح تثير الغبار وترفع إلى السماء كأنه عمود، قال الله تعالى: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة: 266] ويقال: هي ريح تثير سحابًا ذات رعد وبرق، وفي المثل (?): "إن كنت ريحًا فقد لا قيت إعصارًا" وإنما خصها بالذكر؛ لأنها لا تسوق غيثًا ولا تلقح شجرًا، فضرب لهم المثل لقلة الانتفاع بهم، وهم يجعلون الريح كناية عن الدولة فيقال: فلان قد ذهبت له ريح.
فإن قلتَ: ما هذه الإضافة في قوله: "ريح الأعاصر" فهل هي إضافة الشيء إلى نفسه؛ لأن الإعصار ريح؛ فيكون التقدير: من أي ريح الريح؟
قلتُ: الإعصار ريح مخصوصة وهي الريح التي فسرناها، فتكون الإضافة فيه من قبيل إضافة العام إلى الخاص.
4 - قوله: "فأنتم أولى جئتم" يعني: أنتم الذين جئتم مع البقل، وأولى: بمعنى الذين، ويروى: "أأنتم أولى جئتم"، و: "الدَبى" بفتح الدال المهملة والباء الموحدة؛ صغار الجراد، يقول: ما عهدناكم قبل الخصب ولا رأينا لكم أثرًا، فلما أخصب الناس نبغتم، فكأنكم إنما جئتم مع البقل والدبى فطار وبقي شخصكم، يرميهم بأنهم لا أصل لهم.
الإعراب:
قوله: "ومن": استفهامية في محل الرفع بالابتداء، وخبره قوله: "أنتم"، قوله: "إنا نسينا": جملة مؤكدة بإن، قوله: "من أنتم": جملة من المبتدأ والخبر في محل النصب على المفعولية،